في ظل التحديات التي تواجه مجتمعاتنا، يبرز سؤال مهم: من هو المسؤول عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار؟ يرى الكثيرون أن هذه المسؤولية تقع على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها، ولكن الحقيقة هي أن هذه المسؤولية تتجاوز ذلك لتشمل الجميع.
الأسرة، على سبيل المثال، تلعب دورًا حاسمًا في بناء شخصية الفرد وتربيته على القيم والأخلاق. عندما ينشأ الأبناء على احترام القانون والقيم الاجتماعية، فإنهم يصبحون جزءًا من مجتمع أكثر استقرارًا وأمانًا. ومن المفارقات أن نجد بعض الأفراد ينتقدون أداء الأجهزة الأمنية، بينما هم أنفسهم يعانون من صعوبة في السيطرة على سلوكيات أبنائهم.
تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية، بل هي مسؤولية الأسرة في المقام الأول. عندما ننجح في تربية أجيال واعية ومستقيمة، فإننا نضع الأسس لأمن واستقرار مجتمعنا. في هذه الحالة، يصبح دور الأجهزة الأمنية أكثر تحديدًا، حيث يتركز على المراقبة والإشراف، بدلاً من تحمل العبء الأكبر لمشاكل المجتمع.
لذا، يجب أن ندرك أن إرساء الأمن والاستقرار هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع. من خلال العمل المشترك والتعاون بين الأسر والمجتمع والأجهزة الأمنية، يمكننا بناء مجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا، حيث يلعب كل طرف دوره بفعالية.