منذ أن أطلق المفكرون على الصحافة وصف “السلطة الرابعة”
وهي تقف في قلب المعادلة بين الحاكم والمحكوم، بين الأنظمة
والشعوب.وهي سلاح فكري قادر على صناعة الوعي وكشف
المستور ومساءلة من يظنّ نفسه فوق القانون
يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير: “قد أختلف معك في الرأي، لكني
على استعداد لأن أدفع حياتي ثمنًا لحقك في التعبير عنه.” هذه
العبارة تختزل جوهر الصحافة الحرية، لا التبعية
في الأنظمة الحديثة، تقوم الصحافة بدور الرقيب على السلطات
الثلاث: التشريعية، التنفيذية، والقضائية. تكشف الفساد، تراقب
السلطة، وتفتح المجال أمام المجتمع ليكون شريكًا في القرار. ومن
هنا جاءت تسميتها بالسلطة الرابعة، إذ لا يمكن لأي نظام أن يدّعي
الديمقراطية فيما الصحافة مكبلة
الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون قال ذات مرة: “لو كان عليّ
أن أختار بين حكومة بلا صحافة، أو صحافة بلا حكومة، فلن أتردد
لحظة في تفضيل الصحافة بلا حكومة.
الصحافة حرية نشر ما لا يريد الآخرون نشره؛ ما عدا ذلك، فهو
دعاية.”
أتكلم هنا عن حادثة اعتقال الصحفي المعروف فتحي بن لزرق في
مدينة عدن وان كان افرج عنة مؤخراً اللاانها محاولة لتكميم
الافواة واسكات صوت الحق . فبدلًا من أن يُكافأ الصحفيون على
نقل الحقائق، يواجهون المطاردة والاعتقال
الأنظمة التي تضيق ذرعًا بالصحافة الحرة تدرك اين الخلل ، لكنها
تفضل إخفاء العطب بدل إصلاحه.
لذلك تسعى لتقييد الصحافة بالقيود والإغلاقات. تتحجج بشروط
مثيرة للجدل تعكس ثقل البيروقراطية ، بدل أن تتيح لها ممارسة
دورها الطبيعي
ومن هنا أعلن تضامني الكامل مع الزميل فتحي بن لزرق ومع
جميع الصحفيين، مؤكدًا أنّ الدفاع عن حرية الصحافة يقتضي
بالضرورة محاسبة كل من تورط في اعتقاله وإغلاق صحيفته، لأنّ
العدالة لا تتحقق إلا حين يُصان الحق وتُحاسَب الأيادي التي تمتد
لإسكاته