في الخامس من أكتوبر من كل عام، يقف العالم إجلالًا لصُنّاع الوعي وحَمَلة مشاعل النور، في يومٍ يُكرَّم فيه من نذروا حياتهم لبناء الإنسان وصناعة المستقبل.
إنه يومٌ لتقدير الرسالة السامية التي يحملها المعلم، وللتأكيد على أن التعليم هو الركيزة الأولى لبناء الأوطان، والدرع الحصين لصون القيم والهوية.
غير أن هذا اليوم في اليمن يمر بطعمٍ مختلف، إذ يعيش المعلمون مأساةً ممتدة، بعد أن حُرموا من رواتبهم لأكثر من أربعة أشهر، وسط أزمة اقتصادية خانقة وصمتٍ رسميٍ يزيد المعاناة.
لقد صمد المعلم اليمني في وجه الحرب والتشريد، وواصل أداء رسالته رغم شحّ الإمكانات وقسوة الظروف، مؤمنًا بأن نهضة الوطن تبدأ من السبورة لا من البندقية، وبأن التعليم هو المعركة الأسمى التي لا يجوز أن تُهزم.
وفي هذا اليوم العالمي، يجب أن نرفع الصوت عاليًا لإنصاف المعلمين في اليمن، وصرف مستحقاتهم كاملة، وتأمين حياة كريمة تليق بمكانتهم ودورهم في صناعة الأجيال وبناء الوطن.
تحيةُ إجلالٍ لكل معلمٍ صابرٍ في زمن القهر، ولكل من كتب على السبورة رغم انقطاع الكهرباء، ولكل من علّم رغم انقطاع الراتب.
فأنتم النور الذي لا ينطفئ... وأنتم الأمل الذي لا يُهزم.
علي العيسائي