اليوم وفي تمام الساعة الثامنة صباحًا كنت في جولة بدر متجهًا نحو ساحة العروض للمشاركة في مظاهرة للتعبير عن مدى الجوع الذي مس الأحشاء، فوجدنا إخوة لنا من بني جلدتنا يعترضون طريقنا، في وجوههم البؤس مرسوم كما هو في وجوهنا، ورواتبهم متوقفة كما هي رواتبنا متوقفة، وإن كانت بالسعودي إلا أنها متوقفة، وهذه أول خطوة لإسقاط أي قوة يراد لها السقوط، فلا يتطلب إسقاطها أكثر من توقيف الراتب وبهذا ستنتهي أي قوة لا تتسلم مستحقاتها من خيرات وطنها.
منعونا من الوصول إلى الساحة من جهة جولة بدر، فحاولنا الدخول من حي السلام فمنعونا، ثم أخذنا الطريق البحري لعلنا نصل من جولة الأمن فمنعونا، ولم يكن هناك الكثير من الذين يريدون التعبير عن مأساتهم وجوعهم، فقد استكان المواطن، وأصبح يتلذذ بالجوع، بل أنه ربما يقاتل من أجل القيادات تحت أي مسمى إلا أنه لا يستطيع أن يدافع عن قوت أولاده، فيا أخي الموظف متى ستغضب للحفاظ على كرامتك؟ متى ستزأر؟ فسكوتك يغريهم لتمديد أيام جوعك، فاليوم هو تمام المئة يوم من أيام جوعك وإذلالك، فمتى تغضب؟ فهل تريد المزيد من أيام الجوع؟ فإن لم تغصب لنفسك وأسرتك، فبالله عليك قل لي متى ستغضب؟ وأنت أيها الجندي يا من تقف في طريق كل من يريد التعبير عن جوعه متى ستعقل؟