آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-08:40م

الترند الساحق.. وإستعادة الدولة مع الملاحق

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 06:20 م
خالد شفيق أمان

بقلم: خالد شفيق أمان
- ارشيف الكاتب


المتابع للشأن المحلي وما يدور في الساحة الجنوبية وتحديدا خلال أقل من شهر واحد سيجد أن التصريحات والتلميحات كلها جاءت من قيادات جنوبية وكانت متناقضة في كثير من الأحيان مع مضامينها، ما ولّد لدى الشارع الجنوبي ولدى مختلف النخب والشخصيات الاجتماعية والسياسية كثيراً من التساؤلات.


وقد بدأت تلك التصريحات عندما وردت في بداية الأمر من قبل عيدروس الزبيدي حول حل الدولتين وأن ذلك مرهون – حسب قوله – بالتخلص من الحوثيين أولاً،


جاءت هذه التصريحات صادمة مع ما سبقها من تصريحات ولّدت لدى الجنوبيين حالة من التفاؤل بأن الخطوات تمر في الاتجاه الصحيح وبما يتناسب مع طموحات وتطلعات شعب الجنوب والمتمثلة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة.


وقد توالت هذه التصريحات المتضاربة والمتسارعة عندما أعلن مؤخراً في حديث مع قناة الحرة ترحيبه بمطالب مواطنين في عدد من المحافظات الشمالية المجاورة حول الانضمام إلى دولة الجنوب جغرافياً وسياسياً، وهو ما ولّد حالة من الذهول، بل وذهب العديد من الإعلاميين والسياسيين إلى وصف هذه التصريحات بالمتهورة. وهنا فإننا بدورنا أيضاً نؤكد أنه لا يمكن أن تمر مثل هكذا تصريحات أو يُنظر إليها بعفوية، فقد هرمنا في حقيقة الأمر من تلك الأخطاء التي تبدر من القيادات في لحظة يدفع ثمنها المواطن معاناة طويلة تبعده عما حققه من مكاسب وإنجازات في نضالاته المريرة وما قدمه من تضحيات من أجل الوصول إلى أهدافه المنشودة.


لا يمكن لنا اليوم إلا أن نأخذ مثل هذه التصريحات على محمل الجد، وأن نطالب بضرورة إشراك الشعب في اتخاذ قراراته المصيرية في وضح النهار، وليس داخل النفق الذي ما زلنا نجد أن مداد التوقيع على اتفاقية الوحدة لم يجف بعد.


كما لا يمكن أن ننظم فعالية احتشادية ونستغل مناسبة وطنية عظيمة وهي ذكرى 14 أكتوبر المجيدة لنقول إن شعب الجنوب قد خرج في استفتاء على قرارات مصيرية دون أن تُؤخذ مثل هذه القرارات بإجراءات رسمية وتحت إشراف ورقابة إقليمية ودولية معتمدة تعطي الشرعية الكاملة لها.


لقد قلنا للعالم كله طيلة سنوات نضالنا المرير السلمي الذي خرجنا إليه بصدور عارية إن مطالبنا تتلخص في استعادة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة على ترابها الوطني بحدودها المتعارف عليها ما قبل العام 1990م، وأننا لن نرضى بأي حلول أخرى منقوصة أو تأخذ شبراً واحداً من أرضنا. واليوم، بعد هذه التصريحات التي جاءت بالتغييرات الديمغرافية والسياسية وضم مناطق شمالية، فإننا نؤكد أننا لن نفرط بشبر واحد يؤخذ من أرضنا، ولا نريد أن يضاف شبراً واحداً أيضاً إلى أرض دولتنا، لأننا حريصون بعد استعادة دولتنا على حسن الجوار وتعزيز أواصر المحبة والسلام مع أشقائنا في الشمال ومع كل دول الجوار.


متفرقات

عندما كنا هنا، كانوا هناك

وعندما «وصلوا» مضينا نحن بمشروعنا في الحراك

وعندما قالوا حوار قلنا نريد حوار شراكة لا شِراك

نحن بدأنا ومهدنا الطريق، رفعنا القضية ولن نتراجع عنها، ويا صاحبي «إياك».