وصلت عدن فجر اليوم الثلاثاء الثلاثاء الموافق ال ١٤ من اكتوبر قادما من العاصمة المصرية القاهرة بعد غياب عنها مايقارب أربعة أشهر.. حرصت على العودة إلى المدينة الحبيبة الغالية بعناية لأهمية وقيمة هذا اليوم التاريخي الأغر الذي تفجرت فيه براكين ثورة ١٤ اكتوبر الخالدة من قمم جبال ردفان الابية الشماء بقيادة شهيدها الاول الشيخ راجح بن غالب لبوزة
هبطت بنا طائرة اليمنية في مطار عدن الدولي ووجدت الموظفين والناس في المطار في حالهم المتعب وغادرت مع ولدي حلمي الى منزلي ، وفي الطريق لم اجد أية مظاهر مجرد توحي لي ان عدن عاصمة دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا تحتفل بمرور ٦٢ عاما على تفجير ثورة ١٤ اكتوبر وهي المدينة الباسلة البطلة التي شهدت ملاحم البطولة للفدائيين نضال وكفاح مسلح اربع سنوات حتى نيل الاستقلال الوطني ٣٠ نوفمبر ٦٧م وذهب الرئيس الشهيد قحطان الشعبي مع وفد عظيم لاستلام الاستقلال والحرية والكرامة وسلمت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس جنوب اليمن المحتل إلى أهله وشعبه الجبار
لا أطيل في التفاصيل لماضي جميل وعظيم.. المحزن أن أجد عدن رمزية الدولة بتلك الصورة المؤلمة في عيد اكتوبر المجيد.. تركها الجميع شرعية وسلطة الأمر الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي حتى من مظاهر توحي بأن هناك مناسبة خالدة في وجدان الشعب..
رأيت عدن بمشهد حزين ومفزع . جميع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة خارج البلاد والبعض ذهب يحتفل بعيدا عنها يبحثون عن صور تجميل وصخب اعلامي وتطبيل وتزييف الواقع المزري في بلد تعيش التعاسة وتحت انقاض الحرب ..
اكتب هذه السطور بعد عودتي من مقيل رفاقي بديوان طيب الذكر اللواء عبدالله عبدربه وجدتهم وهم هامات عسكرية واجتماعية يعانون من ضيق الحال مع توقف رواتبهم للشهر الرابع رغم صرف راتب شهر يونيو ، لكم ان تتصوروا راتب شهر من إجمالي خمسة أشهر..
عادت بي الذاكرة الان إلى زمن بهاء اعياد الثورة والاستقلال قبل عقود ايام الزمن الذهبي الجميل الذي كان يحكمنا فيه رجال مناضلين شرفاء جاءوا من رحم تلك الثورة ولم يتسلقون أو يسرقون نضال وكفاح وتضحيات الشعب .لم يسرقوا ولم يفسدون . لم يتباهون في تشييد القصور ويمرون بمواكب طويلة عريضة من المصفحات والمدرعات والاطقم وجيش من الحماية . كنت بالأمس مع خالد الذكر فخامة الرئيس علي ناصر محمد حفظه الله ورعاه واطال عمره في شقته بالقاهرة . كان يتحدث عن معاني الثورة والوطن وكنت شخصياً اركز على وجه هذا الزعيم العروبي الكبير الذي حكم الجنوب أقل من ست سنوات وازدهرت عدن وباقي المحافظات الجنوبية الخمس في عهده الذي لا يتكرر..
كان الرئيس أبو جمال يجوب محافظات الجنوب بعدد قليل من المرافقين ، وهو امين عام الحزب الحاكم ورئيس هيئة رئاسة مجلس ألشعب الاعلى ورئيس الحكومة.. خرج من السلطة ولم يترك قصور ولا رصيد مالي لنفسه وهي قمة الوطنية وحب الشعب ومثله قحطان الشعبي والى سالمين الذي رحل مديون وعبدالفتاح اسماعيل والى آخر دولة عطر الذكر المهندس أحمد الميسري بالأمس القريب ترك الكرسي ولم يمتلك حتى منزل شعبي في عدن..
الخلاصة ان من يحكمونا اليوم شرعيه وسلطة أمر واقع .. سيذهبون غدا من الحكم وسيفتح الصحفيين والاعلاميين والنشطاء ملفات فسادهم وشركاتهم وسيصورون قصورهم وسيوجهون السؤال المرعب من اين لك هذا.؟
كيف امتلك المال في وضع حرب والشعب يتضور جوعاً
ختاماً لن يشعرون بهذا الانذار اليوم . لكن غدا لناظره قريب
سلام على اكتوبر الخالد
سلام على الشهداء الأبرار
اكتفي وحتى نلتقي سلاااااااااام