آخر تحديث :Sat-18 Oct 2025-04:45AM

الضمير الإنساني في مرمى النار... الحوثيون يستهدفون طواقم طبية في الضالع

الجمعة - 17 أكتوبر 2025 - الساعة 10:11 م
خالد القادري

بقلم: خالد القادري
- ارشيف الكاتب


في جريمة جديدة تهز الضمير الإنساني وتكشف حجم الانتهاكات التي تطال العاملين في المجال الطبي والإنساني، استهدفت طائرات مسيرة تابعة لجماعة الحوثي صباح يوم الاربعاء 15 أكتوبر 2025، سيارتي إسعاف في منطقة الفاخر بمحافظة الضالع، ما أسفر عن استشهاد السائق الشاب أحمد محسن محمد الجبيلي (25 عامًا) وإصابة ثمانية آخرين من أفراد الطواقم الطبية بجروح بعضها بالغة، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في إنقاذ الجرحى وإسعاف المدنيين.


وأكدت مصادر حقوقية أن الهجوم تم بشكل متعمد ومباشر ضد سيارات الإسعاف، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والأعراف الدولية التي تحظر المساس بالطواقم والمرافق الطبية في مناطق النزاع.


ويعد هذا الاعتداء جريمة حرب مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تمنح العاملين في المجال الصحي حماية خاصة، وتعتبر استهدافهم أو عرقلة عملهم جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم.


من جانبها، عبرت منظمات حقوقية وإنسانية عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الذي وصفته بأنه “تعدٍ خطير على القيم الإنسانية وحق الإنسان في الحياة والعلاج”، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف مثل هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.


كما دعت تلك المنظمات إلى تأمين ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية والطبية في مناطق النزاع، وضمان عدم استهداف الكوادر الطبية التي تؤدي مهامها بشجاعة وسط ظروف بالغة الخطورة.


ويعيد هذا الحادث المأساوي إلى الأذهان سلسلة من الهجمات التي طالت المستشفيات وسيارات الإسعاف في الضالع وعدد من المحافظات خلال السنوات الماضية والتي راح ضحيتها عشرات المسعفين والأطباء والمتطوعين، في ظل صمت دولي مقلق.


إن استهداف طواقم الخدمات الطبية لا يمثل فقط اعتداءً على حياة الأفراد، بل هو ضربة قاسية لجوهر العمل الإنساني، ورسالة سلبية للمجتمع الدولي مفادها أن الحرب لم تعد تفرّق بين مقاتل ومسعف، ولا بين جبهة قتال ومستشفى.