آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-10:58ص

الشمال والجنوب بين الحقيقة والافتراض ..

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 07:25 ص
علي الأحمدي

بقلم: علي الأحمدي
- ارشيف الكاتب


لم تحصل حروب شمالية جنوبية في اليمن غير حربين حرب 72 و 79 وعند التأمل في الحربين لاتجد أن بواعثها كانت جهوية تعنى بمنطق شمال جنوب ، إنما كانت حروب ايدلوجية بين فكر الدولة الناشئ في الشمال على نمط تقليدي باحث عن الممكن و فكر يساري في الجنوب يهدف لحكم الشمال بنفس فكر نظام الجنوب الاشتراكي ..


اليوم عند النظر والتأمل في طبيعة الشحن الموجود جهوياً تراه فقط انعكاس لصراعات الماضي تلك لا غير ، وأصبح الناس يتعاملون بجهوية اتباعا لخطاب الأنظمة السابقة وظروف تلك المرحلة ، فنظام الشمال يحذر من نظام الجنوب الشيوعي ويكرس التنفير منه ، ونظام الجنوب يهاجم نظام الشمال ويصفه بكل نقيصة من رجعية وتخلف ..


في نهاية المطاف لم يكن نظام الجنوب بذلك السوء وظل الجنوب أكبر بتنوعه ومجتمعه وتمسكه بدينه وتقاليده ، ولم يكن الشمال مجرد بؤرة تخلف وهمجية بل تاريخه وتنوعه شيء متميز ومشرف علمياً وحضارياً مقارنة بعموم الجزيرة العربية ..


رغم ظهور هذه الفكرة بجلاء للطرفين إلا أن هناك من لايجد له موقعاً في المشهد اليمني العام الا من خلال الانطلاق من منطلق الجهوية وبدونها يصبح لاشيء سواء كان هذا الطرف شمالياً أو جنوبياً ..


نعم الشمال والجنوب صارا أمراً واقعاً بفعل ماتم من تقسيم ثم توحيد ، ولكن القيادات الوطنية الباحثة عن صالح اليمن أو حتى صالح التشطير يفترض أن تكون قيادات بناء من النوع الذي يبني ويجمع كل الأطياف نحو مشروع دولة، ولا يقبلوا أن يكونوا قيادات الصدفة الذين يبحثون عن المغانم الطارفة بالفساد او بالإرتهان وبيع الأوطان ..

.

.

علي سعيد الأحمدي