آخر تحديث :الإثنين-17 نوفمبر 2025-02:46م

وضاح المحوري.. نموذج للتواضع في زمن التعالي.

السبت - 08 نوفمبر 2025 - الساعة 02:16 م
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ باتت فيه المناصب تُغري البعض بالابتعاد عن الناس، ويُغلفه كثيرٌ من التعالي والادعاء، يبرز الدكتور وضاح المحوري، مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، كنموذج نادر للتواضع والالتصاق بالناس.

في مشهد يبعث الأمل بأن النقاء لا يزال ممكناً في أروقة العمل العام.


من يدخل مكتب التربية والتعليم بالمحافظة في أي يوم، سيجد الدكتور وضاح المحوري غارقاً بين الموظفين والمعلمين والمراجعين، يتنقل بينهم كواحد منهم، لا يميز نفسه عنهم، ولا يتخذ من منصبه حاجزاً أو درعاً ولا يوجد على باب مكتبه حارساً.


يعالج قضية هنا، ويحل مشكلة هناك، ويصغي للجميع بصبر واحترام، مجسداً قول النبي الكريم: _"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم."


لم نرَ في وضاح المحوري تعالياً ولا اعتزازاً زائفاً بالمنصب، بل نراه يمارس عمله بروح الفريق، وكأنه موظف عادي، لا مدير عام.

هذه الصفة التي نفتقدها في كثير من المسؤولين الذين ساقهم الحظ أو الظروف إلى مناصب أكبر منهم، فراحوا يتعالون، ويحتجبون عن الناس، متناسين أن الكرسي وُجد لخدمة الناس لا للتسلط عليهم.


البعض يبرر احتجابه عن الناس بكثرة الطلبات أو الخجل من عدم القدرة على تلبيتها، لكن الحقيقة أن الصراحة والشفافية تكفي.

الناس لا يطلبون المعجزات، بل يطلبون من يسمعهم بصدق، ويعاملهم بإنصاف.


الدكتور وضاح المحوري لا يمثل فقط نموذجاً إدارياً ناجحاً، بل يمثل قيمة أخلاقية نادرة في واقع يموج بالتلون والنفاق والعبث.

هو من الكفاءات التي يجب دعمها، لا فقط لأنها تعمل، بل لأنها تعمل بنزاهة وصدق، وتؤمن أن الإنجاز لا يُصنع إلا بالتواضع والالتصاق بالناس.


من هنا، أوجه دعوة صادقة إلى اللواء أبوبكر حسين، محافظ المحافظة، للاهتمام بهذه الكفاءة النادرة، ودعمها، لأنها تمثل الوجه الحقيقي للإدارة النزيهة، في زمن باتت فيه الفهلوة والتلون هي السائدة.


وضاح المحوري ليس مجرد مدير.. إنه رسالة بأن التواضع لا يُضعف المسؤول، بل يُعليه.