قال وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي إن الموقف الذي اتخذته كل من الصين وروسيا بالامتناع عن التصويت لقرار تمديد العقوبات في مجلس الأمن يمثل تحولًا خطيرًا ينهي حالة التوافق بين الدول دائمة العضوية التي استمرت منذ عام 2014، مؤكدًا أن ما جرى يعكس بداية مرحلة دولية مختلفة قد تدفع بالملف اليمني إلى مسارات غير مأمونة.
وأوضح القربي، في حديثه الذي رصدته صحيفة عدن الغد، أن مداخلات موسكو وبكين خلال الجلسة كشفت عن مخاوف حقيقية من تصعيد قادم متعدد الأطراف، مشيرًا إلى أن روسيا دعت بشكل واضح إلى تسليم ملف اليمن للسعودية والإمارات وإيران وسلطنة عمان كي تتولى هذه الدول مهمة إنهاء الصراع، في خطوة اعتبرها القربي مؤشرًا على تراجع دور الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمة.
وأكد أن هذا التحول “يضع اليمن على الهامش”، ويعكس رؤية دولية تتعامل مع الصراع باعتباره صراعًا إقليميًا أكثر منه ملفًا وطنيًا يخص اليمنيين، محذرًا من أن تجاهل دور الدولة اليمنية الشرعية في أي تسوية سيقود إلى تعقيد أكبر ويفتح الباب أمام صراعات جديدة.
وأشار إلى أن غياب وحدة القرار الوطني في الداخل يجعل المجتمع الدولي أقل اكتراثًا بموقف اليمنيين أنفسهم، داعيًا القوى السياسية إلى قراءة ما يحدث بوعي والمسارعة إلى بناء موقف موحّد يحمي مصالح البلاد قبل أن تُصادر من القوى الخارجية.
غرفة الأخبار / عدن الغد
