تخيّل…
تخيّل ابنك، دمك ولحمك، مرابط في الجبهة يقاتل العدو.
وأنت تعيش بخوف دائم عليه.. بس تقول يالله هذا واجب الوطن …
ثم يرجع لك محمول، مكسر، مجروح، مقعد…وانت تموت الف مرة باليوم وانت تنظر اليه
وتخيّل أنت—أبوه—بدل ما يجيلك قادة الدولة وأخص هنا الانتقالي لانه لا توجد دولة
بدل ما تنزل القيادات فوق رأسكم، تضطر تمسك ملف ابنك بيدك وتلف به عدن:
من مكتب حق مسؤول نايم فوق كرسيه…
لمقيل مليا
ن قات ووعود فاضية…
لمطعم مندي يخرج لك منه مسؤول يمسح فمه بالشال ويقول لك:
“ما فيش ميزانية .”
يا أخي… تخيّل الحقارة .
لكن أيش المفروض؟
المفروض أول ما يسمع الانتقالي وأي مسؤول أن في جريح—وخاصة من الجبهات—يقوم من مكانه بدون ما أحد يطلبه
هم قادة آمنين مطمئنينيروح عند الجريح بنفسه.
يقف عند رأسه، يشوف علاجه، يسمع أوجاعه، ويعالجها.
ينتفض المجلس كله
وفريق يروح عند أهله يشوفوا احتياجاتهم:
ينظفوا البيت، يصلحوا الحمام، يكنسوا الشارع…
مش لأنهم عبيد، بل لأن هذا أقل حق لعائلة قدمت ولدها منشان يكونو
ا .
المفروض الجهة الصحية بالانتقالي ترابط تحت قدم الجريح
وهيئة الرئاسة تبعث فريق يناوب كل يوم عند باب غرفته، منهم من هيئة الرئاسة بدل ما هم جالسين فاضيين
وكل يوم قيادي من الانتقالي يجي بنفسه ويشتغل كمرافق:
يغيّر للجريح، يصبن ملابسه
يسهر معه، يرفع معنوياته.
ولو الميزانية ناقصة؟
يبيعوا سيارات المجلس، سيارات القيادات والأعضاء
يبيعوا أثاث المكاتب.
يبيعوا البدلات اللي سعرها يكفي علاج عشرة جرحى.
ولو ما كفّتش؟
يطلعوا عيالهم من المدارس الخاصة ويحولوهم الحكومية، والفلوس تروح لعلاج الجرحى.
هذه هي الوطنية…
مش صور وبروت
وكولات وبدلات وابتسامات كاذبة.
أما أن بطل يقاتل في الجبهة، ويُصاب، ويظل أهله يتبهدلوا خلف مسؤول نافخ صدره وهو راكب سيارة بمليار…
ويخلّيهم واقفين بالباب بالساعات…
هذه مش بس فضيحة.
هذه جريمة مخزية، وانعدام أخلاق، وانقطاع نخوة وخيانة للوطن وأبطاله
المفروض المسؤول ينحني ويقبّل رجل الجريح… ورجل أبوه وأمه.
منكم قادر يدفعه.
وأنتم؟
مكانكم الطبيعي تحت خدمتهم، تحت طلبهم، وتحت أقدامهم…
في كل وقت، وفي كل مكان.
#صلاح_بن_لغبرلولا هؤلاء الشباب ما كنتم بتاكلوا، ولا تشربوا، ولا تسافروا، ولا تتنعموا، ولا تضحكوا، ولا أولادكم مرتاحين في المدارس الخاصة، ولا رواتبكم ماشية.
آن أوان لتصحيح الأمور.
أعرفوا حق الناس اعرف وا حق الشهداء والجرحى
الأبطال الحقيقيون هم المرابطون…
هم الرجال اللي يواجهوا الموت…
هم الجرحى اللي دفعوا ثمنًا ما حد