(( أعطني مسرحاً أعطيك شعباً عظيماً )) هذه المقولة المشهورة عمل بها اللواء الركن فرج سالمين البحسني عندما أعاد لعاصمة المحافظة مدينة المكلا شيئاً من توهجها الثقافي و عودة المسرح الوطني والمتحف الوطني عام 2020م بعد أن تم تدميرهما ونهب محتوياتهما أثناء دخول القاعدة لساحل حضرموت. وفي نفس العام أفتتحت قناة حضرموت الحكومية الفضائية وهو منجز إعلامي وثقافي عظيم لإهميته بالتعريف أكثر عن حضرموت وحضارتها وتاريخها وإبراز مواهبها ومبدعيها ، كما يعد المسرح أبو الفنون وتأثيره كبير في نشر الوعي والثقافة داخل المجتمع في ظل الغزو الفكري وتدفق الثقافات الدخيلة على مجتمعنا ومن خلال المتابعة المستمرة والحثيثة أعيدت الحياة للمتحف الوطني والمسرح الوطني بحلة جديدة وبأحدث الأجهزة والمعدات بتمويل كامل من السلطة المحلية بالمحافظة، ليحتضن المسرح الفعاليات المختلفة ويشهد حراكاً ثقافياً ومسرحياً وفنياً ومناسبات عدة. ومن أهداف المتحف الوطني التعريف بالحضارات والتاريخ الكبير الذي عُرفت به حضرموت. كما أن تكريم الشخصيات الإعلامية والثقافية والفنية والمبدعين من قيادة هرم السلطة بالمحافظة كان له الأثر الإيجابي الكبير في نفوسهم ورفع من معنوياتهم ، و ما تحقق يعد ثمرة للجهود الكبيرة التي بذلها اللواء البحسني وقيادة للمحافظة خلال فترة رئاسته للمحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الثانية بعدما اولي الثقة من القيادة السياسية رغم صعوبة المهمة و بحنكته وخبرته العسكرية المتراكمة استطاع تجنيب المحافظة الكثير من المشاكل وحافظ على الأمن و على وحدة النسيج الحضرمي ومن ينكر ذلك فهو جاحد وظلت حضرموت راسخة وأمينة رغم تدفق النازحين من داخل البلاد وخارجها ، هذا الثبات حُسدت عليه حضرموت ولم تسلم من المؤامرات بهدف إغراق المحافظة في أتون الفوضى ومستنقع المشاكل بهدف تفريق النسيج الحضرمي المتماسك ، وكلها باءت بالفشل الذريع لوجود قيادة وشعب واعٍ ملتف نحو قيادته أحبطت كل المخططات لتفريق أبناء حضرموت وإضعافهم والانقضاض على ثرواتهم وتفريق نسيجهم الاجتماعي .
كما لا ننسى عودة المنبر الإعلامي الكبير إذاعة المكلا للعمل في عهد المحافظ الأسبق اللواء أحمد سعيد بن بريك بعد ان تدمير الإذاعة وحرق إرشيفها الثمين هذا المنبر الإعلامي يحظى بمتابعة وتأثيره واضح في المجتمع إن الاهتمام بالإعلام وبالثقافة والتاريخ والحفاظ على الإرث الحضرمي يتطلب التفافاً وطنياً وقيادة صادقة وما قدمه البحسني وبن بريك يعد جهوداً جباراً و علينا الحفاظ على تلك المنجزات ومواصلة العطاء والرفع من المستوى الثقافي والتاريخي ، صحيح إن ما يؤرق أبناء المحافظة هو معضلة التيار الكهربائي وهي مشكلة متراكمة في ظل التوسع العمراني الكبير الذي تشهده المحافظة ، هضمت حضرموت كثيراً ولا زالت رغم رفدها الكبير لميزانية الدولة وعلينا تغليب المصلحة العامة وتحكيم العقل والتكاتف في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها بلادنا وحضرموت على وجه الخصوص ويجب نشر الوعي الثقافي في المجتمع والوقوف ضد كل من تسول له نفسه العبث بثروات حضرموت وتاريخها وتفريق نسيجها الاجتماعي وأننا على ثقة من أن قيادات حضرموت والرجال الشرفاء ستحبط كل المؤامرات والمخططات العدائية وستنتصر حضرموت إن شاء الله تعالى ...
