نحن في اليمن بحاجة إلى قرار شجاع لا يخضع للخرافات ولا لذرائع “الحفاظ على مشروع” وُضع في زمن مختلف، وضعه أشخاص كانت لهم رؤيتهم الخاصة وظروفهم الخاصة. لقد أثبت ذلك المشروع فشله منذ بدايته، واستمر هذا الفشل مع كل من تمسّكوا به حتى تحوّل إلى كابوس يؤرق شعبنا. واليوم، ما زال هناك من يريد الإبقاء عليه، وهذه بحد ذاتها كارثة إذا قبلنا باستمرارها.
إن اليمن اليوم يحتاج إلى مشروع جديد، مشروع ينقل البلاد من الظلام إلى فضاء أوسع من الاستقرار والازدهار، بعيدًا عن المشاريع القديمة التي لم تجلب سوى المتاعب والمعاناة للشعب.
لا يوجد ما هو مقدّس أكثر من حياة الإنسان والأديان، أما الأنظمة والأُطُر التي يضعها البشر فهي ليست مقدّسة، ويمكن تغييرها متى ثبت أنها تُلحق الضرر بالشعب أو أصبحت عاجزة عن تحقيق تطلعاته.
ولهذا، فإن استمرار الحكم في اليمن بالطريقة ذاتها التي فشلت في تحقيق أي ازدهار للوطن والمواطن أصبح عبئًا كبيرًا، ومن الضروري البحث عن أسلوب جديد يختلف تمامًا عن الحكم الجماعي والمحاصصة التي تجعل المسؤولين منشغلين بتقاسم المناصب بدل من الاهتمام بشؤون الشعب والتفكير في تطوير البلاد.
علينا اليوم استغلال الفرصة المتاحة لنا، خصوصًا مع دعم المملكة العربية السعودية لليمن، والنظر بجدية إلى نماذج الحكم الناجحة في دول الخليج التي أثبتت قدرتها على نقل شعوبها إلى مستويات عالية من الرفاه والازدهار. فلنجرب هذه النماذج في بلادنا، ما دامت التجارب التي استمرت أكثر من خمسين عامًا قد فشلت ولم تقدّم لليمن أي تطور حقيقي.
احمد السخياني