آخر تحديث :السبت-22 نوفمبر 2025-05:23م

نتذكر ان الحوثي كان قاطع طريق

السبت - 22 نوفمبر 2025 - الساعة 03:36 م
أحمد حوذان

بقلم: أحمد حوذان
- ارشيف الكاتب


من يراجع السنوات الانتقالية بين 2012 و2014 سيكتشف حقيقة واحدة لم تكن تخفى على أهالي صعدة وعمران وحجة:

جماعة الحوثي لم تبدأ كقوة مسلحة منضبطة، بل بدأت كـ عصابات قطاع طريق. كانت تتحرك على الخطوط العامة وتختلق الأعذار لقطع الطريق، مرة بحجة “قضايا قبلية”، ومرة “نبحث عن مطلوب”، ومرة “تحقيق”. لكن خلف كل ذلك كانت هناك خطة ممنهجة لخلق فوضى تخدم الجماعة سياسيًا.


في كتاف ووادي أبو جبارة كانت القواطر التجارية تُعطّل بالساعات، وأحيانًا تُنهب بالكامل.

في حرف سفيان وحوث كان الطريق الدولي يُقطع كل أسبوع، كأن الهدف هو محاصرة اللواء 310 مقدمةً لسقوط عمران.

في مستبأ بحجة وخط حرض في تهامة تمددت القطاعات مثل خيوط شبكة واحدة، تعمل بصمت لكن باتساق تام.


لم تكن تلك الحوادث مجرد “مشاكل قبلية” كما كان يُسوق لها. كان اليمنيون يرون المسلحين أنفسهم، يعرفون شعاراتهم ولهجاتهم، ويدركون أن هذه الفوضى ليست سوى مرحلة من مشروع أكبر: مشروع يضعف الدولة حتى تبدو عاجزة، ثم يتقدم الحوثي باعتباره “الحل”.


وحين وصل الحوثيون إلى أبواب صنعاء في 2014، كان الشارع منهكًا من انعدام الأمن، إلى الحد الذي جعل البعض يعتقد أن أي قوة توقف النزيف ستكون “مرحّبًا بها”.

إنها ذات الوصفة القديمة: اصنع الفوضى… ثم ادَّعِ أنك المنقذ.


اليوم، ومع محاولة اليمنيين إعادة بناء مناطق الشرعية، علينا أن نتذكر تلك الدروس جيّدًا.

القطاع القبلي ليس ظاهرة اجتماعية؛ بل أداة سياسية استخدمتها جماعة مسلحة لقطع الطريق… ثم قطع الدولة كلها وعلى اليمنيين ان لايتخندقوا خلف قاطع طريق يحاول ان يدمر الدولة ويهدم مداميكها