يمر جيل الشباب الحالي بتحديات غير مسبوقة، تشمل فخاخ الإدمان المتعددة، وعبء البطالة المقلق، ووطأة الأفكار المشوهة التي تعيق النمو والتقدم.
ومع ذلك،يكمن في كل شاب وشابة "خيط من ضوء"
ينتظر أن يُكتشف ويُتبع ليقودهم إلى حياة التحرر، الإنجاز، والسلام النفسي.
أولاً: التحرر من الإدمان:أولا أن لايظن رب الأسره أن تقدم أبنائه للحياه بتحقيق طلباتهم ودفق الأموال عليهم ،لأن المال الوفير في أيدي الأبناء يؤدي الى استقطابهم للأدمان
ويجب على كل شاب استعادة السيطرة على الذات لا يقتصر الإدمان على المواد المخدرة؛
بل يشمل إدمان الشاشات، القمار، أو حتى أنماط التفكير السلبية. التحرر يبدأ بالاعتراف والتحرك بوعي:
طلب المساعدة المتخصصة والاحتضان المجتمعي:المسار النفسي والطبي: البحث عن برامج إعادة تأهيل متخصصة، أو علاج نفسي وسلوكي لمواجهة الأسباب الجذرية للإدمان وإدارة الانتكاسات.
مجموعات الدعم: الانخراط في مجموعات دعم النظراء (كالمجهولين)، حيث يمثل الدعم المتبادل والتجارب المشتركة قوة هائلة للتعافي.
*. إحلال العادات الإيجابية:
النشاط البدني: تحويل الطاقة المدمنة إلى أنشطة بدنية منتظمة (رياضة، يوجا) التي تحفز إفراز هرمونات السعادة بشكل طبيعي وصحي.
الاستكشاف الإبداعي: توجيه الشغف نحو الفنون، الموسيقى، أو الكتابة كمنفذ للتعبير عن المشاعر بدلاً من قمعها أو الهروب منها.
*. تحديد المحفزات والابتعاد عنها:
التعرف بدقة على الأشخاص والأماكن والمواقف التي تقود إلى الانزلاق، ووضع خطة صارمة للحد من التعرض لها، أو تغيير البيئة المحيطة كليًا.
ثانياً: التحرر من البطالة: صياغة المسار المهني بذكاء
البطالة هي أكثر من مجرد تحدٍ اقتصادي؛ إنها تهديد للشعور بالقيمة الذاتية والهدف. يتطلب التحرر منها منهجية استباقية ومختلفة:
*التحول من الباحث عن عمل إلى صانع للفرص:
اكتساب المهارات المطلوبة التركيز على المهارات الرقمية، اللغات، والمهارات الشخصية مثل حل المشكلات والتواصل، عبر المنصات التعليمية المجانية والمدفوعة.
التدريب العملي والخبرة التطوعية: العمل التطوعي أو التدريب غير المدفوع يمكن أن يكون بوابتك لاكتساب الخبرة العملية وتكوين شبكة علاقات مهنية أثمن من الشهادات.
ريادة الأعمال الصغيرة والعمل الحر : بدلاً من انتظار الوظيفة، يجب على الشباب استغلال مهاراتهم الفردية لتقديم خدمات بسيطة عبر الإنترنت (كتابة، تصميم، ترجمة) كخطوة أولى نحو الاستقلال المالي وبناء مسيرة مهنية ذاتية.
التشبيك الفعال:حضور الفعاليات المهنية، واستخدام منصات بشكل فعال للتواصل مع محترفين في المجال المستهدف، والسؤال عن الإرشاد
ثالثا التحرر من الأفكار المشوهة:
بناء عقلية صلبة ومرنة الأفكار المشوهة (مثل جلد الذات، التفكير بالأبيض والأسود، أو التعميم المفرط) هي أصفاد غير مرئية تعيق اتخاذ القرار وتحط من القدرة على رؤية الإيجابيات.
تحدي الأفكار السلبية (المنهج المعرفي):
السؤال السقراطي:عند ورود فكرة سلبية (مثلاً: "أنا فاشل")، يجب كتابتها وطرح أسئلة عليها: ما هو الدليل على صحة هذا الفكر؟ هل هناك تفسير آخر؟
ما الذي سأقوله لصديق يمر بالموقف نفسه؟ هذا يحول الفكرة من حقيقة مطلقة إلى فرضية قابلة للنقاش.
*. ممارسة اليقظة الذهنية:
تهدف إلى العيش في اللحظة الحالية وتقليل الانشغال بالماضي المؤلم أو المستقبل المجهول. هذا يقلل من القلق ويسمح للشاب بالتركيز على الفعل بدلاً من التفكير المفرط.
*. بناء مفهوم ذاتي إيجابي :
تعلم معاملة الذات بلطف وتفهم عند الفشل أو الخطأ، بدلاً من النقد القاسي. هذا يعزز المرونة النفسية والقدرة على النهوض بعد السقوط.
إن التحديات الثلاثة – الإدمان، والبطالة، والأفكار المشوهة – مترابطة بشكل وثيق؛ فالشعور باليأس الناتج عن البطالة قد يقود إلى الإدمان، وكلاهما يعزز الأفكار السلبية.
ومع ذلك، فإن التحرر في أي مجال منها هو بداية التحرر في البقية. خيط الضوء موجود بالفعل داخل كل شاب؛ إنه الوعي، الإرادة، والقدرة على طلب المساعدة والتغيير. الطريق ليس سهلاً، لكن كل خطوة نحو استعادة السيطرة على العقل، الجسم، والمستقبل هي انتصار يستحق الاحتفال.
هانم داود