آخر تحديث :الأحد-21 ديسمبر 2025-11:40م

المشدلي ابن عدن البار

الإثنين - 08 ديسمبر 2025 - الساعة 05:16 م
المحامي مختار راجح

بقلم: المحامي مختار راجح
- ارشيف الكاتب


قد تتلعثم الكلمات وتحتبس العبرات بمشاهد درامية نادرة وأنت تتابع رجلًا أسطوريًا من أبناء عدن بصفحته التي تشعل خواطرك. لمنافسة هذا الرجل في عمل الخير، إنه أحمد المشدلي بحات، هكذا تسميته على الفيسبوك.


هذا الرجل جعلني في حيرة من أمري وأنا أشاهد تسخيره لشهرته على الفيسبوك وأرباحه لعمل الخير، وكذلك ما يقوم به من أعمال إعلانية وعوائدها لجبر خواطر الفقراء والمحتاجين. وجدت نفسي مرات عديدة أتساءل عجيبًا وغريبًا: هل لعدن شرفاء غير المشدلي؟ هل يستخدم منصته في التواصل الاجتماعي في وضع أنقاض وطني لمعيشة الناس وخلق البسمة على شفاههم التي هجرتها منذ زمن؟ وهل غير المشدلي ابن بار لعدن؟ وهل… وهل… وهل؟


رجل تجتمع فيه خصال لا يمكن أن تجتمع في أحد: الأسلوب الفكاهي، العمل الخيري، السخاء اللامحدود، التواضع، الصوت العذب، الذكاء، الإصرار، الجرأة لإقناع الآخرين، الاطلاع، والثقافة الواسعة. رجل لو كان له ولاية بهذا الوطن، لعملت له تمثالًا في إحدى جولات عدن. رجل يمتاز بحدة الذكاء، قوة الأداء، وحنكة الأفكار والآراء.


رجل ترك مزاعم القبيلة والقرابات لينقذ حال من قهرتهم الحاجة والعوز.


لم يكن المشدلي الرجل الوحيد صاحب الشهرة من حيث عدد المتابعين، فهناك كثيرون، ولكنهم غثاء كغثاء السيل؛ منهم من يبحث عن مكانة ومركز ومنصب وتأثير في صناعة القرار، ومنهم من يعشق بلا قلب، فلا محب وصل إليه ولا قلب خفق لمحبة.


قد يرى الكثيرون أنني أعرف هذا الشاب، لا والله، لا أعرفه أبدًا، إنما وجدته رجلًا يستحق أن أكتب عنه بريشة الحجاج الثقفية فوق ورق الزيتون، على صفحات بابل وأشور، وعلى مكاتب بلاد الرافدين، لأعلن أن لعدن شرفاء بكل افتخار.


أحمد المشدلي بحات، هكذا تسميته، تمنيت أن يكون قد خُلق توأم بهذه الأرض ليسند ظهرك في إعانة الفقراء والمحتاجين، لكن للأسف فقد أصبح يتيماً، يعمل ليل نهار وبكل حب وافتخار على صفحته ليجني أرباحًا لتعيل كل محتاج في زمن صار المال فيه بيد الأشباح.


من لم ينصفك جاحد، ومن لم يقدّر جهدك فاقد الإنسانية والمشاعر.


تابعت هذا الشاب، وكل يوم أرى ثلاثة آلاف متابع يزدادون، فادركت أن الله لا يضيع عمل عامل منكم. فاعينوا هذا الشاب، فقد ثكلت نساء اليمن مثله إن تلد.