آخر تحديث :الخميس-18 ديسمبر 2025-07:40ص

بين التفاح الموعود و"الطقم" المهين: حين تعيد الثورات إنتاج خيباتها

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 07:20 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في حياة الشعوب، تتكرر الحكايات، لكن في حياة الجنوب، تتكرر الخيبات.

من الشاب الأبيني المتحمس للجبهة القومية، إلى صلاح السقلدي المتحمس للانفصال، تتغير الأسماء وتبقى النهايات متشابهة: خذلان، قهر وندم متأخر.


"بالامس" كان شابًا أبينياً مندفعًا، يرى في انتصار الجبهة القومية على جبهة التحرير خلاصًا من السلاطين الخونة والعملاء وبداية لعصر الرفاه كما يظن.


لم يكن يصغي لتحذيرات والده، الذي خبر الحياة وعرف أن الشعارات لا تُطعم خبزًا.

قال لوالده ساخرًا: _"سنجعلكم تجنون التفاح من نوافذ البيوت."

لكن حين انتهى به المطاف في سجن المنصورة، جاءه والده بكيلو تفاح، وقال له بمرارة: "التفاح الذي وعدتنا به لم يأتِ، بل أتيتُ به أنا، فكل وارتاح."

لحظة صادمة، اختزلت خيبة جيل بأكمله، وفضحت الفجوة بين الحلم والواقع.

اليوم تتكرر القصة ذاتها ، لكن هذه المرة في ساحة العروض بعدن.


صلاح السقلدي، أحد أبرز الأصوات المتحمسة للانفصال، يشارك في تظاهرة تطالب بما كان يراه حلمًا وحقًا.

لكن المفارقة أن من يفترض أنهم "رفاق الحلم" انقضوا عليه، وجرّوه فوق الطقم العسكري بطريقة مهينة، وسط سخرية الحشود.

حتى ان بعض ممن كانوا بجانبه ناداه قائلاً : "مبروك أعطوك طقم!

( كما روى بنفسه ذلك الموقف في صفحته على الفيس بوك)

هكذا، في لحظة واحدة، تحوّل الحلم إلى صفعة، والرفاق إلى جلادين، والميدان إلى مسرح عبثي.


ما يجمع بين الشاب الابيني وصلاح السقلدي ليس فقط الحماس، بل المصير ذاته: خيبة من الداخل، لا من العدو.

حين تُدار الثورات بعقلية الإقصاء، وتُختطف من قبل من لا يملكون الحكمة ولا التجربة، تتحول إلى أداة قمع جديدة، لا وسيلة تحرر.

وهكذا، بدل أن تُثمر التفاح، تُثمر القيود. وبدل أن تُعلي صوت الإنسان، تُسحق كرامته تحت عجلات الاطقم.


التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يتنفس من رئة الغافلين.

وما لم تُقرأ دروس الماضي بعين النقد، لا بعين الحنين، فإننا سنظل نُساق من خيبة إلى أخرى، ومن حلم إلى كابوس.

فليكن فينا من يصغي لصوت الحكمة، لا لصدى الهتاف.


ومع ذلك فاني ارى الانفصال قاب قوسين او ادنى ، ليس تحليلاً ولكن تاكيداً للوقائع على الارض.. فالشقيقة تؤيد الوحدة اليمنية في اعلامها الفضائي ولكنها تبني مداميك الانفصال في الواقع بهدوووووء.

تماماً كما وعدت اليمنيين بتحرير صنعاء (اعلامياً) وفي الواقع........ وفي فمي ماء.!!

لكن انتبهوا: الانفصال ليس شمالاً وجنوباً بل اربع يمنات.!!


ان اكون محقاً او مخطئاً فذلك مجرد راي لا اكثر.


*حمى الله الجنوب من كل مكروه.*