في كل مرحلة من مراحل الأزمة اليمنية، تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها الثابت تجاه اليمن وشعبه، انطلاقًا من موقف أخلاقي وسياسي واضح؛ يقوم على الوقوف إلى جانب الإنسان اليمني، وعدم تركه يواجه الفوضى، وتداعيات الصراع وحيدًا.
فاليمن جار تجمعه بالمملكة روابط التاريخ والمصير، واستقراره يُمثِّل عنصرًا أساسيًا في أمن المنطقة ككل، وهو ما يُفسِّر الحضور السعودي المستمر في مسارات الدعم السياسي والإنساني.
وجاء حضور الوفد السعودي إلى محافظة حضرموت برئاسة اللواء محمد بن عبيد القحطاني؛ ترجمة عملية لهذا النهج. فقد عكست الزيارة حرص المملكة على دعم التهدئة ووقف الصراع في حضرموت، جنوب شرق اليمن، والعمل على تحييد المحافظة عن مسارات التوتر، بما يحفظ أمنها الاجتماعي ويعزز استقرارها.
ومن يقرأ المشهد جيّداً سيجد أن موقف المملكة في دعم حضرموت، يأتي ضمن رؤية أشمل؛ تهدف إلى إحلال السلام الشامل في اليمن.
الرسالة التي حملها الوفد السعودي واضحة في مضمونها، وعميقة في دلالاتها، ومفادها أن السلام الشامل هو الخيار القادر على إنهاء معاناة اليمنيين، وفتح آفاق جديدة للاستقرار. فالمملكة تنطلق في تحركاتها من قناعة بأن الحلول المتكاملة تُمثِّل الطريق الأقصر نحو إنهاء الصراع، وتمكين اليمنيين من استعادة حياتهم الطبيعية وبناء مستقبلهم.
وعند النظر إلى حضرموت بعمق، تتجلى أهميتها بوصفها ركيزة محورية في معادلة الاستقرار اليمني. فاستقرار المحافظة ينعكس على المشهد العام في البلاد، ويُقدِّم نموذجًا لإمكانية التعايش وتعزيز الأمن المحلي، متى ما توافرت الجهود الداعمة والرؤية الواضحة.
وتبقى صنعاء والسلام القضية المصيرية الأبرز، حيث يُشكِّل الوصول إلى تسوية شاملة نقطة التحول التي تتيح لليمنيين مساحة واسعة من الهدوء، لمراجعة بقية القضايا العالقة، والانطلاق نحو مسار وطني يعيد بناء الدولة، ويُعزِّز وحدة الصف.
وحتى يتحقق سلام راسخ ودائم، تواصل المملكة العربية السعودية وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، دعمًا ومساندة، وتسخيرًا لجهودها السياسية والإنسانية، إيمانًا بأن استقرار اليمن يُمثِّل ركيزة أساسية لأمن المنطقة ومستقبلها.
نقلا عن "المدينة"