آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-12:00م

هل تؤخذ العيّنة من الورم الأوّلي أم من الورم الثانوي (النقائلي) ؟

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 05:28 م
د. اماني صالح هادي

بقلم: د. اماني صالح هادي
- ارشيف الكاتب


رؤية تشخيصية وعلاجية حديثة في علم الأورام


💧يُعدّ أخذ العيّنة النسيجية (Biopsy) حجر الأساس في تشخيص الأورام الخبيثة وتحديد خصائصها الجزيئية والعلاجية. ومع تطور علم الأورام الدقيق، برز تساؤل جوهري حول الموقع الأمثل لأخذ العيّنة: هل يُفضل الورم الأوّلي أم الورم الثانوي (النقائلي)؟ تهدف هذه المقالة إلى استعراض الأسس العلمية والسريرية التي تحكم هذا القرار، مع توضيح الفروق البيولوجية بين الورم الأوّلي والنقائل، وانعكاس ذلك على التشخيص، والتنبؤ، واختيار العلاج.


💥تعتمد الخطة العلاجية في السرطان على تشخيص دقيق لنوع الورم، درجته، مرحلته، وخصائصه الجزيئية. ويُعد موقع أخذ العيّنة عاملًا مؤثرًا في دقة هذه المعطيات، خاصة في ظل ما يُعرف بـ عدم التجانس الورمي (Tumor Heterogeneity)، حيث قد تختلف الخصائص البيولوجية بين الورم الأوّلي ونقائله.

أولًا: أخذ العيّنة من الورم الأوّلي


💥المزايا

التشخيص الأساسي:

الورم الأوّلي هو المرجع الأول لتحديد نوع السرطان ونسيجه الأصلي.

التصنيف النسيجي الدقيق:

💢يسمح بتحديد درجة التمايز (Grade) والخصائص المورفولوجية.

💢سهولة الوصول نسبيًا:

في العديد من الحالات يكون الورم الأوّلي أكثر أمانًا لأخذ العيّنة.

💢اعتماد إرشادات علاجية كلاسيكية:

أغلب البروتوكولات العلاجية تستند إلى خصائص الورم الأوّلي.

💥القيود

قد لا يعكس التغيرات الجزيئية التي تحدث لاحقًا في النقائل.

لا يُظهر أحيانًا آليات مقاومة العلاج المكتسبة.


ثانيًا: أخذ العيّنة من الورم الثانوي (النقائلي)

🌟المزايا

تمثيل الواقع البيولوجي الحالي للمرض:

النقائل غالبًا ما تعكس المرحلة المتقدمة والنشطة من السرطان.

الكشف عن طفرات جديدة:

قد تظهر تغيرات جزيئية لم تكن موجودة في الورم الأوّلي.

توجيه العلاج الموجّه والمناعي:

مهم في اختيار العلاجات الحديثة مثل العلاجات المستهدفة (Targeted Therapy).

تقييم مقاومة العلاج:

مفيد في حالات الانتكاس أو فشل العلاج.

🌟القيود

صعوبة الوصول لبعض النقائل (الدماغ، الرئة، العظام).

زيادة خطر المضاعفات في بعض المواقع.

احتمال محدودية حجم العيّنة.


ثالثًا: عدم التجانس الورمي وأثره على قرار العيّنة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الورم الأوّلي والنقائل قد يختلفان في:

التعبير الجيني.

المستقبلات الهرمونية.

المؤشرات الحيوية (Biomarkers).

الاستجابة للعلاج.

لذلك، فإن الاعتماد على عيّنة واحدة فقط قد يؤدي إلى قرارات علاجية غير مثالية.


رابعًا: متى نُفضل كل خيار؟

الحالة السريرية

الموقع المفضل للعيّنة

التشخيص الأولي للسرطان

الورم الأوّلي

ظهور نقائل لأول مرة

الورم الثانوي

فشل العلاج أو الانتكاس

الورم الثانوي

التخطيط للعلاج الموجّه

الورم الثانوي (إن أمكن)

صعوبة الوصول للورم الأوّلي

الورم الثانوي


خامسًا: التوصيات الإكلينيكية الحديثة

يوصى بأخذ عيّنة من الورم الأوّلي عند التشخيص الأولي.

يُفضل إعادة أخذ عيّنة من النقائل في حال تطور المرض أو فشل العلاج.

يجب مراعاة سلامة المريض وإمكانية الإجراء.

الدمج بين التحليل النسيجي والجزيئي أصبح ضرورة وليس خيارًا.


💦عدم التطابق بين الورم الأوّلي والنقائلي

تشير دراسات متعددة إلى وجود عدم تطابق (Discordance) في:

مستقبلات الهرمونات.

التعبير الجيني.

حساسية العلاج.

➡️ لذلك توصي الإرشادات الحديثة (NCCN، ESMO) بـ:

إعادة أخذ عيّنة من النقائل متى أمكن ذلك عند تغيّر الخطة العلاجية.


💫الخلاصة

لا يوجد جواب مطلق لسؤال: هل تؤخذ العيّنة من الورم الأوّلي أم الثانوي؟ بل يعتمد القرار على السياق السريري، ومرحلة المرض، وهدف العلاج. ومع تطور الطب الدقيق، باتت عيّنة الورم الثانوي تلعب دورًا متزايد الأهمية في توجيه العلاج وتحسين النتائج السريرية، دون إغفال الدور المحوري للورم الأوّلي في التشخيص الأولي.


دمتم اعزائي بصحه وعافية.

#العلاج الاشعاعي مطلب كل مريض سرطان في عدن

بقلم د.اماني صالح هادي سعيد

اخصائي علاج الاورام والعلاج بالاشعاع

المركز الوطني لعلاج الاورام -عدن

برج الاطباء -حي عبدالعزيز

مديرة مركز الطب نووي -عدن-مستشفى الصداقة

مستشارة وحده السياسات والدعم الفني بوزارة الصحه والسكان

مدير الادارة البيئة والاجتماعيه بوزارة الصحه والسكان (سابقا)

رئيسه وحده التوعيه الصحية في اليمن لمجلس العربي للاكاديميين والكفاءات

عضو عامل في اتحاد الجامعات الافرواسيوية