في ظل تسارع وتيرة الحياة وزيادة ساعات استخدام الأجهزة الإلكترونية، كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود علاقة مباشرة بين السهر لساعات متأخرة من الليل وارتفاع معدلات الإصابة بالاكتئاب.
الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة "إكستر" البريطانية بالتعاون مع "كلية الطب بجامعة هارفارد"، أوضحت أن الأفراد الذين يميلون للسهر ويعانون من اضطرابات في أنماط النوم هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يلتزمون بروتين نوم منتظم خلال ساعات الليل.
واستندت نتائج الدراسة إلى تحليل بيانات جينية وسلوكية لما يقارب من 800,000 شخص، حيث توصل الباحثون إلى أن التوجه نحو النوم المبكر والاستيقاظ في وقت مبكر يرتبط بانخفاض احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 23%. ويرجع ذلك، حسب الدراسة، إلى توازن الساعة البيولوجية وتحسن جودة النوم.
ويؤكد الخبراء أن اضطرابات النوم لا تؤثر فقط على الصحة النفسية، بل تنعكس أيضًا على كفاءة أداء الفرد خلال النهار، وقد تسبب مشكلات في التركيز واتخاذ القرار وزيادة مشاعر القلق والتوتر.
ويأتي هذا البحث كجرس إنذار للمجتمع، خاصة فئة الشباب، الذين أصبحوا أكثر ميلًا للسهر بفعل العوامل التكنولوجية وأنماط الحياة الحديثة، ما يستدعي نشر الوعي حول أهمية تنظيم النوم وتبني عادات صحية في هذا الجانب.
وينصح الأطباء بتقليل استخدام الشاشات قبل النوم، وتهيئة جو هادئ للنوم، والالتزام بجدول نوم ثابت، للحد من التأثيرات السلبية المحتملة للسهر على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.