وحدة شرمة، الفريق الذي لا يطلب الضوء بل يصنعه، عبث بجنون في حسابات من ظنوه هامشيًا، وسار بثقة نحو الواجهة، مناديًا باسم الانتماء، رافعًا راية الإصرار.
أطلق رسالته "تعالوا... فالوحدة لا تموت بل يعلو ويعلو... وكلما زاد الشك، زاد التوهج..اليوم، كان التوفيق حاضرًا..."الوحدة يُسقط الأهلي... ويصنع مجده على أنقاض التوقعات..
ملعب تمارين نادي شباب ميفع كان مسرحًا لمواجهة ملتهبة، حيث تصادم فريقا الوحدة شرمة والأهلي في لقاءٍ أشبه ببركان كروي متفجر انطلقت الصافرة، وانفجرت الأحداث منذ الدقائق الأولى، ليكتب المشهد بدايةً لا تُنسى
في الدقيقة الثانية أطلق الوحدة النارَ على مرمى علي باشحكة عبدالرحمن سهيل يُسجل الهدف الوحداوي الأول بعد تمريرة ساحرة من مصعب بارميل هدف مبكرٌ زلزل حسابات الأهلي، ووضع اللقاء على سكة الإثارة منذ البداية..
لم يستسلم الفريق الأهلاوي، بل حاول فرض سيطرته الكروية، متقدمًا بكل قوة نحو مرمى محمد سالم لكنه وجد سدًا منيعًا يقوده العملاق ماجد مفتاح، بمساعدة عبدالله المشعطر وناصر العبد الذين حوّلوا منطقة الجزاء إلى قلعة حصينة.
بينما كان الأهلي يحاول التقدم، كان الخط الهجومي الوحداوي بقيادة عبدالله عاتق وعبدالرحمن سهيل يُقدم عرضًا مذهلًا من السرعة والمهارة، كأنما يقولون "هذا ملعبنا، وهذا وقتنا!"
اضطر الأهلي إلى الاعتماد على التسديدات من خارج المنطقة، بعد أن أغلق الوحدة كل الخطوط المؤدية إلى مرماه، لكن محمد سالم كان يقظًا كالصقر، يصد كل محاولة ببراعة..
الدقيقة 17عبدالسلام الجابري يرسل كرة زاحفة خطيرة، لكن محمد سالم ينقذ مرماه ببراعة الدقيقة 21 ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء الوحداوي، سالم سعيد ينفذ كرة لولبية، لكن الحارس الوحداوي يتصدى ببطولة
الدقيقة 25 رد وحداوي يأتي عبر عبدالرحمن سهيل الذي يُطلق صاروخًا من ضربة حرة، لكن باشحكة ينقذ الموقف في اللحظة الحاسمة
شوطٌ مليء بالهجمات المرتدة والفرص السانحة، كان محمد سالم بطلَ بلا منازع، حيث تصدى لكل محاولات الأهلي، ليبقى الوحدة متقدمًا بفضل الهدف المبكر، لكن المعركة لم تُحسم بعد.. الجماهير تنتظر الشوط الثاني بقلوبٍ تعصف بها المشاعر.. فهل نرى انقلابًا أهلاويًا؟ أم سيُواصل الوحدة زحفه نحو النهائي؟ الكلمة الأخيرة لم تُكتب بعد، فالساحة لا تزال مشتعلة
بعد استراحة قصيرة، عاد الفريقان إلى أرض الملعب كفرسانٍ يحملون سيوف التكتيك الجديد وأدرع الإرادة المتجددة أحمد باهيج، كقائدٍ استراتيجي، بدأ يُحرك قطع الشطرنج على المستطيل الترابي، محاولًا إعادة الكفة لصالحه بحركاتٍ مدروسة وفي الجهة المقابلة، وقف عدنان بن جماع كضابظ للوحدة، يُمسك بخيوط اللعبة ببراعة، محافظًا على تماسك فريقه كجدارٍ منيع.
لم تكن بداية الشوط مختلفة عن سابقتها، حيث تقدم الوحداويون كعاصفةٍ في الدقائق الأولى، لكن الأهلاويين سرعان ما قلبوا الطاولة. عبدالسلام الجابري تحوّل إلى شعلةٍ متحركة، ينقل الإمدادات الهجومية بلمسات ساحرة، وكأنه رسامٌ يرسم لوحة الهجوم على قماشة الملعب.
الدقيقة 20 محمد سالم، حارس مرمى الوحدة، يواصل سحره تحت العارضة، يتصدى للكرات كقطّاع تذاكر في حفل الأهداف.
الدقيقة 23 عبدالله عاتق يُطلق مقذوفةً من خارج الصندوق، كأنها رسالةٌ في زجاجة ..
وفي خضم هذا المدّ والجزر، برز ماجد مفتاح كـ"الصخرة الدفاعية" للوحدة، يقف سدًا منيعًا في وجه كل هجوم أهلاوي، وكأنه حارسٌ أسطوري لفُلك النجاة الوحداوي.
مع ست دقائقٍ إضافية ، كتبت الأقدار فصلاً جديدًا من الدراما في الدقيقة الأخيرة، يظهر عبدالسلام الجابري كبطلٍ خارق، يسجل هدف التعادل للأهلي ليُعيد المباراة إلى نقطة الصفر، ويهزّ المدرجات هزًّا!
تحوّل الملعب إلى حلبة مصارعة الأعصاب، حيث قررت الركلات الترجيحية مصير المتأهل للنهائي التي أبتسمت لصالح وحدة شرمة 5_4 ليكتب التاريخ فصلاً جديدًا بانتصارٍ وُلد من رحم المعاناة..
حكام اللقاء :
حكم ساحة محمد بإسماعيل
مساعد أول سرور عوض باعواض
مساعد ثاني هاني بوصالح
حكم رابع مجاهد عمر بامحين.
حضر اللقاء
امين عام نادي شباب ميفع الرياضي الأستاذ عوض علي باطوق، ورئيس جمعية صيادي الحسي التعاونية السمكية بميفع الأخ أحمد عبدالله باصر، والمعلق الرياضي الأستاذ محمد سليمان باموزه، وجمع غفير من الجماهير الرياضية.
