لعبت حملات التوعية الصحية خلال العقود الماضية دوراً محورياً في كشف الستار عن أبرز المسببات الخطيرة لمرض السرطان، وعلى رأسها التدخين. فمنذ أن نشر الجرّاح العام الأميركي لوثر تيري تقريره الشهير عام 1964، والذي أثبت العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطانَي الرئة والحنجرة، إلى جانب ارتباطه بمرض الانسداد الرئوي المزمن، بدأت مرحلة جديدة في مكافحة هذه العادة القاتلة.
وقد ساعدت نتائج ذلك التقرير التاريخي في تدشين برامج توعوية وعلاجية للإقلاع عن التدخين، أنقذت حتى الآن قرابة 3.4 مليون شخص من مصير سرطان الرئة القاتم.
وعلى الرغم من أن التدخين وتناول الكحول لا يزالان على رأس القائمة من حيث السلوكيات المثبت علميًا ارتباطها بالسرطان، إلا أن وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث لا تتوقف عن دق ناقوس الخطر بشأن عادات أخرى قد تكون أقل شهرة، لكنها لا تقل خطراً.
ومن بين هذه السلوكيات: تدخين الشيشة، عمل الوشوم، شرب السوائل الساخنة جداً، وبعض الممارسات اليومية التي تخضع حالياً للفحص والدراسة ضمن أبحاث علمية موسعة لتحديد مدى ارتباطها المباشر بالإصابة بالسرطان.
تبقى هذه التحذيرات دعوة مفتوحة للجمهور لإعادة التفكير في بعض العادات اليومية التي قد تبدو بسيطة، لكنها قد تحمل في طياتها تهديداً حقيقياً للحياة.