آخر تحديث :الخميس-29 مايو 2025-10:04ص
أخبار عدن

دعوات لإنشاء مركز لزراعة الكلى في العاصمة عدن: "الإنسان يستحق أن ننتصر له"

الثلاثاء - 27 مايو 2025 - 07:02 م بتوقيت عدن
دعوات لإنشاء مركز لزراعة الكلى في العاصمة عدن: "الإنسان يستحق أن ننتصر له"
(عدن الغد) خاص:

تتصاعد الدعوات الإنسانية والطبية في العاصمة عدن لإنشاء مركز متخصص لزراعة الكلى، في ظل معاناة مستمرة لمرضى الفشل الكلوي الذين يواجهون ظروفًا صحية بالغة الصعوبة نتيجة غياب هذا النوع الحيوي من الخدمات الطبية.


وفي وقت كانت فيه عدن نموذجًا رائدًا في مجالات الصحة والتعليم والخدمات العامة، تعيش اليوم واقعًا مؤلمًا بفعل تراجع البنية الصحية إلى حد افتقارها لأبسط المقومات، وفي مقدمتها غياب مركز متخصص لزراعة الكلى، الأمر الذي يحرم المرضى من فرصة الشفاء والاستقرار، ويضطرهم للسفر الشاق والمكلف بحثًا عن العلاج خارج المدينة، بل وخارج البلاد أحيانًا.


ويؤكد ناشطون في المجال الطبي والإنساني أن مئات المرضى تحولوا إلى أسرى لغرف الغسيل الكلوي، ويدفع ذووهم أثمانًا باهظة من صحتهم النفسية ومواردهم المالية، حيث اضطر البعض لبيع ممتلكاته أو الاقتراض من أجل إرسال أحبائه للخارج لإجراء عمليات زراعة الكلى، وهي كلفة لا يستطيع تحملها كثير من المواطنين.


وأشار ناشطون إلى أن محافظتي صنعاء وتعز سبقتا في هذا المجال من خلال إنشاء مراكز متخصصة لزراعة الكلى، باتت تقدم خدمات إنسانية وعلاجية ذات جودة عالية، متسائلين عن الأسباب التي تمنع عدن من السير على ذات النهج، وهي المدينة التي عُرفت تاريخيًا بريادتها في الخدمات الصحية.


وفي هذا السياق، وُجهت مناشدات للتجار ورجال الأعمال وأهل البر لدعم إنشاء مركز زراعة كلى في عدن، باعتباره مشروعًا إنسانيًا وصدقة جارية، ومطلبًا ملحًا للمئات من المرضى الذين تتآكل صحتهم تحت وطأة المعاناة اليومية.


كما طالت النداءات وزارة الصحة العامة والسكان، وعلى رأسها الدكتور قاسم بحيبح، للعمل على تبني المشروع ضمن أولويات القطاع الصحي في العاصمة المؤقتة، لما له من أثر كبير على حياة المواطنين، وتحقيق العدالة في الخدمات الطبية أسوة ببقية المحافظات.


وشددت الأصوات المطالبة بإنشاء المركز على أن الأمر لم يعد ترفًا، بل ضرورة وطنية وإنسانية لا تحتمل التأجيل، مؤكدين أن عدن تستحق أن تستعيد مكانتها، وأن يكون لها مركز حديث ومتخصص يعيد الأمل لآلاف الأسر، ويعيد الحياة لمن حاصرتهم أجهزة الغسيل وروتين الألم.


عدن اليوم أمام اختبار حقيقي: إما أن تنتصر لإنسانها، أو أن تواصل طريق التجاهل لمآسيه. فهل من مستجيب؟