آخر تحديث :الأربعاء-25 يونيو 2025-05:21م
أخبار وتقارير

بيان حوثي جديد يُجدد الارتهان لإيران ويكشف الطيش السياسي للجماعة

الأربعاء - 25 يونيو 2025 - 08:32 ص بتوقيت عدن
بيان حوثي جديد يُجدد الارتهان لإيران ويكشف الطيش السياسي للجماعة
((عدن الغد))خاص

في تأكيد جديد على ارتهان جماعة الحوثي الكامل للمشروع الإيراني في المنطقة، أصدر المتحدث الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام بياناً، مساء الأربعاء، حيّا فيه إيران على ما وصفه بـ"حرب الـ12 يوماً ضد إسرائيل"، معتبراً أن ما حدث يُعد "صفحة عز في سجل إيران".


البيان، الذي خلا من أي إشارة لمعاناة اليمنيين أو حديث عن السلام، مثّل في جوهره إعلان ولاء مطلق لإيران، واحتفاءً علنياً بمغامرات عسكرية لا علاقة لها بمصالح اليمن أو قضاياه الوطنية، في وقت ترزح فيه البلاد تحت وطأة حرب داخلية وانهيار اقتصادي وإنساني مروع.


ويرى مراقبون أن بيان الحوثي يكشف حجم الطيش السياسي الذي تعيشه الجماعة، وابتعادها التام عن منطق الدولة، بعد أن أصبحت مجرد أداة بيد إيران تستخدمها في معاركها الإقليمية. كما أن إشادة الحوثي بإيران في خضم أزمة أمنية متفاقمة في اليمن، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الجماعة فقدت بوصلتها الوطنية، وباتت تتحدث باسم طهران لا صنعاء.


وفيما يزعم عبدالسلام أن إيران خاضت الحرب "ببسالة" ضد إسرائيل، يتناسى أن ذات النظام الإيراني هو من يزود الحوثيين بالصواريخ والمسيرات التي تُستخدم ضد المدن اليمنية والمدنيين الأبرياء، وأنه يواصل تغذية النزاع في اليمن عبر الدعم العسكري والمالي والإعلامي.


كما يتساءل يمنيون عن موقع الحوثي من كل ما يدور، إذا كانت الجماعة ترفض وقف الحرب في اليمن وتُجهض كل محاولات السلام، ثم تأتي لتُحاضر في "الحرية والسيادة" من طهران. ألم يكن الأجدر بجماعة الحوثي أن تحيي تضحيات الشعب اليمني أولاً، قبل أن تفرغ بياناً كاملاً للتغني بإيران؟


واعتبر سياسيون أن لغة البيان تؤكد أن الحوثي ليس سوى ذراعٍ سياسي وعسكري لطهران، وأن حديثه عن "حقوق إيران النووية" أو "مواجهة إسرائيل وأمريكا" لا علاقة له من قريب أو بعيد بحلم اليمنيين في بناء دولة مستقلة حرة تحترم جوارها وتعيش بسلام.


إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن جماعة الحوثي لا تعبر عن موقف وطني، بل تكشف مدى التماهي العقائدي والسياسي مع النظام الإيراني، وتؤكد مرة أخرى أن مشروع الجماعة لا يختلف عن أجندة الحرس الثوري، وهو ما يهدد ما تبقى من فرص للحوار اليمني – اليمني.