تواجه مديرية سرار يافع بمحافظة أبين أزمة مياه خانقة منذ عدة أسابيع، بسبب موجة الجفاف الشديدة التي تضرب المنطقة، ما أدى إلى نضوب معظم مصادر المياه وارتفاع غير مسبوق في أسعارها، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
وبحسب إفادات سكان محليين، فقد جفّت غالبية الآبار في المديرية، كما خلت خزانات حصاد مياه الأمطار، التي يعتمد عليها الأهالي لتلبية احتياجاتهم الأساسية من مياه الشرب والاستخدام اليومي، في ظل افتقار المديرية لمشاريع المياه والسدود والحواجز المائية التي كان من الممكن أن تساهم في التخفيف من آثار الجفاف.
ويواجه المواطنون معاناة يومية في الحصول على المياه، حيث بلغت تكلفة صهريج المياه (سعة 11 ألف لتر) ما بين 50 ألفاً إلى 100 ألف ريال في مركز المديرية والقرى القريبة منه، فيما تصل التكلفة إلى نحو 320 ألف ريال في المناطق الغربية مثل قرض، ومحبلة، وقرن المناصر.
وفي منطقة اعصم، بلغ سعر عبوة المياه (سعة 20 لتراً) نحو 800 ريال، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وتزداد الأوضاع سوءاً في المناطق التي لا تصل إليها صهاريج المياه، حيث أوشكت بعض الأسر على استنفاد ما تبقى من مخزونها المائي، بينما اضطرت عشرات العائلات خلال الأيام الماضية للنزوح إلى محافظات أبين وعدن ولحج، بحثاً عن مصادر مياه آمنة.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يناشد أهالي مديرية سرار السلطات المحلية في المديرية والمحافظة، وعضو مجلس القيادة الرئاسي القائد العام لقوات العمالقة أبو زرعة المحرمي، بالإضافة إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية المحلية والدولية، بسرعة التدخل لتوفير المياه وتفادي كارثة إنسانية محتملة تهدد حياة السكان.