آخر تحديث :الخميس-10 يوليو 2025-10:59م
حوارات

وديد ملطوف: الصحافة مسؤولية وأمانة.. والمصداقية هي البوصلة في زمن التضليل

الخميس - 10 يوليو 2025 - 10:40 ص بتوقيت عدن
وديد ملطوف: الصحافة مسؤولية وأمانة.. والمصداقية هي البوصلة في زمن التضليل
(عدن الغد) خاص:

✍️ حاوره: محمد وحيد المقطري – عدن الغد


في كل مرة نلتقي فيها مع قامة إعلامية، يكون لنا موعد مع الحكاية والموقف والتجربة. هذه المرة، نحط الرحال مع شخصية تنقّل بين عدسة الكاميرا وصفحات الجرائد، بين الميدان والمنصات، ليترك أثرًا في كل زاوية من زوايا العمل الإعلامي والحقوقي. ضيفنا اليوم هو الأستاذ وديد أحمد محمد ملطوف، مدير الإعلام في وزارة النقل، الصحفي المستقل والناشط الحقوقي، الذي يحمل في جعبته تجربة غنية في الصحافة المكتوبة والمرئية والعمل الحقوقي الميداني. في هذا اللقاء، نستعرض مسيرته، ورأيه في التحولات العميقة التي طالت الإعلام في العصر الرقمي.


س1: عرفنا بنفسك وطبيعة عملك؟

ج1: أنا وديد أحمد محمد ملطوف، صحفي مستقل وناشط حقوقي، أعمل حاليًا مديرًا للإعلام في وزارة النقل. إلى جانب ذلك، أكتب مقالات وتقارير وقصصًا إنسانية واستطلاعات في عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية. عملت سابقًا مصورًا تلفزيونيًا، وناشطًا حقوقيًا منذ عام 2006، وباحثًا ميدانيًا. كما شاركت في العديد من الدورات والورش داخل اليمن وخارجها في مجالي الصحافة وحقوق الإنسان. وأسهمت بشكل طوعي في الكثير من أنشطة منظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا الناس.


س2: كيف أثّرت وسائل التواصل الاجتماعي على دور الصحافة؟

ج2: لقد غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي دور الصحافة بشكل جذري. لم تعد المؤسسات الصحفية المصدر الوحيد للأخبار، بل أصبح المستخدم نفسه ناقلًا للمعلومة. صحيح أن هذه الوسائل سرّعت من تداول الأخبار، لكنها أثرت على تقاليد القراءة والمتابعة الصحفية، وأدت إلى إهمال الصحف الورقية. المشكلة أن هذا الفضاء الرقمي بات يعج بالأخبار الكاذبة، ما يزيد من صعوبة التحقق، ويخلق بيئة خصبة للقذف والتجريح، ويشوّه النقاش العام.


س3: ما هي أفضل الممارسات للتحقق من صحة الأخبار على وسائل التواصل؟

ج3: أولًا، التحقق من مصدر الخبر، وهل هو جهة رسمية أو موثوقة. ثانيًا، البحث عن الخبر في مواقع إخبارية متعددة للتأكد من المعلومة. ثالثًا، الانتباه لتوقيت النشر، فقد تكون أخبارًا قديمة أُعيد تداولها. رابعًا، استخدام أدوات التحقق العكسي للصور مثل Google Images، وأخيرًا، قراءة المحتوى بالكامل قبل مشاركته وعدم الاكتفاء بالعناوين المثيرة. التريث والشك المنطقي هما أهم وسائل الدفاع ضد التضليل.


س4: كيف يمكن التعامل مع الأخبار الكاذبة التي يشاركها الأصدقاء؟

ج4: أحرص دائمًا على تنبيه أصدقائي بلطف عند مشاركتهم لأخبار غير دقيقة، دون سخرية أو تجريح، بل أرفق معهم مصدرًا موثوقًا يصحح المعلومة. من المهم أن نزرع ثقافة التحقق في محيطنا، وهذا ما أقوم به دائمًا، كما أقدّم أدوات ومصادر موثوقة تساعد على كشف الأخبار الكاذبة.


س5: هل هناك منصات عربية موثوقة للتحقق من الأخبار؟

ج5: نعم، ومن أبرزها بالنسبة لي منصة "صدق" وهي منصة يمنية يديرها شباب مؤهلون، تهدف لمكافحة الأخبار الكاذبة، وأصبحت مرجعًا مهمًا لي ولغيري في التحقق من الشائعات خاصة في اليمن. كذلك أعتمد على مصادر شخصية ومؤسسات موثوقة عند التعامل مع الأخبار المحلية.


س6: ما هي المهارات التي يحتاجها الصحفي الناجح اليوم؟

ج6: لم يعد الصحفي يكتفي بتحرير الخبر فقط. عليه اليوم أن يكون قادرًا على التعامل مع أدوات التحرير الرقمي، المونتاج، منصات النشر، وبعض أساسيات البرمجة أو تحليل البيانات. كما يجب أن يتقن المهارات التقليدية مثل التحقق من المعلومات، إعداد تقارير تحليلية، إنتاج محتوى مرئي، وكتابة منشورات رقمية خفيفة وجذابة. وبرغم كل هذا التطور، تبقى المصداقية والنزاهة هما حجر الأساس في العمل الإعلامي.


س7: ما أبرز التحديات التي واجهتك؟

ج7: من التحديات الكبرى التي أواجهها في العمل الصحفي هي الانتشار الواسع للأخبار المغلوطة التي يروج لها الجمهور دون تحقق، وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على مصداقية الإعلام. كما أن الصحفي اليوم يواجه خطر الرقابة والمضايقات بل وحتى الاعتقال. إضافة إلى ذلك، الضغط المتزايد لنشر الأخبار بسرعة قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء. الصحفي يعمل في بيئة محفوفة بالمخاطر، ويحتاج دائمًا إلى التوازن بين سرعة النشر ودقة المحتوى.


س8: ما هي رسالتك للمجتمع؟

رسالتي للإعلاميين والمجتمع عمومًا أن نكون دائمًا صوتًا للحق، وناقلين أمناء لقضايا الناس، ونسعى لتقديم محتوى هادف يُسهم في وعي المجتمع وبنائه. الإعلام ليس مجرد خبر، بل مسؤولية أخلاقية ومهنية. كما أتوجه بالشكر الجزيل للصحفي محمد وحيد المقطري ولصحيفة "عدن الغد" على إتاحة هذه المساحة واللقاء الجميل.