كشفت مصادر مطلعة عن تجميد تنفيذ حكم الإعدام بحق الممرضة الهندية نيميشا بريا، المدانة بقتل شريكها اليمني عام 2017 في العاصمة صنعاء، وذلك بعد ضغوط دبلوماسية كثيفة تمارسها الحكومة الهندية، في محاولة أخيرة لإنقاذ حياتها.
وأفادت المصادر أن النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، قررت تعليق تنفيذ الحكم الذي كان مقرراً في 14 يوليو الجاري إلى أجل غير مسمى، وسط تحركات رسمية وشعبية هندية تطالب باستبدال القصاص بالدية.
من التخدير إلى التقطيع
تعود تفاصيل الجريمة إلى يوليو 2017، حين قامت نيميشا، البالغة من العمر 36 عامًا ومن ولاية كيرالا الهندية، بتخدير شريكها اليمني طلال عبده مهدي بمساعدة ممرضة يمنية تُدعى حنان، على خلفية مزاعم بمصادرته جواز سفرها ومنعها من مغادرة اليمن، بعد أن أجبرها – حسب روايتها – على الزواج منه واعتناق الإسلام بالإكراه.
وأظهرت التحقيقات أن مهدي توفي نتيجة جرعة زائدة من المهدئات، ليقوم الثنائي بعد ذلك بتقطيع جثته وإخفائها داخل خزان مياه في شقة نيميشا بصنعاء. وبعد ارتكاب الجريمة، فرت الأخيرة إلى مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وعملت هناك متخفية كممرضة حتى ألقي القبض عليها بعد 33 يومًا.
حكم الإعدام وثباته في محاكم الحوثيين
قضت المحكمة الابتدائية في صنعاء، الواقعة تحت نفوذ ميليشيا الحوثي، بإعدام نيميشا في العام 2020، وهو الحكم الذي أيدته لاحقًا كل من محكمة الاستئناف ومجلس القضاء الأعلى التابع للجماعة في نوفمبر 2023.
ورغم محاولات الدفاع التشكيك في وجود نية القتل العمد، رأت المحكمة أن الجريمة ارتُكبت مع سبق الإصرار، خاصة بالنظر إلى الطريقة البشعة التي تم بها التخلص من الجثة.
منذ تثبيت الحكم، تقود وزارة الشؤون الخارجية الهندية تحركات حثيثة لإلغاء الإعدام أو استبداله بالدية، إلا أن غياب التمثيل الدبلوماسي للهند في صنعاء وتعقيدات التواصل مع سلطات الحوثيين، فاقمت صعوبة المهمة.
وفي محاولة شخصية، زارت والدة نيميشا، بريما كوماري، اليمن للتفاوض مع أولياء الدم، لكنها عادت دون نتيجة تُذكر، رغم تمكنها من جمع أكثر من 40 ألف دولار بغرض تقديمها كدية.
وقالت في تصريحات لوسائل إعلام هندية:
"لقد فعلنا كل ما بوسعنا لإنقاذ حياة ابنتي، لكن كل الأبواب تبدو مغلقة."
ورغم قرار تأجيل تنفيذ الحكم، لا تزال نيميشا تواجه خطر الإعدام، في وقت تتواصل فيه الحملات الإنسانية والضغوط الرسمية من نيودلهي، أملاً في التوصل إلى تسوية تُنقذ حياتها.
ويأمل ذووها أن تنجح الجهود الهندية في إقناع أولياء الدم بالقبول بالدية، لتجنب تنفيذ القصاص، وسط ترقب لمآلات القضية داخل أروقة الحوثيين.