كتب / مازن حنتوش
_____
للشاعر د. سلطان الصريمي، وأداها ولحنها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي،. هي عمل شعري سياسي ووطني عميق، يدمج بين الحكمة الشعبية، والرؤية الثورية، والنقد الحاد للواقع، بأسلوب شعري قوي ومباشر.
القصيدة رسالة موجهة إلى "نشوان" — شخصية رمزية تمثل الجيل الجديد أو الإنسان اليمني العاقل الحائر — تدعوه إلى الوعي، واليقظة، والشجاعة، والرفض للظلم والفساد، مع تحميل صريح لمسؤولية الواقع لمن يستحق، وتحريض على عدم الركون أو الاستسلام.
والمضامين الرئيسي والتحذير من الخديعة والخوف المصنوع
حيث قال الشاعر الصريمة *لاتفجعك خساسة الحنشان / ولا تبهر إذا ماتت غصون البان"
الشاعر يحذر "نشوان" من أن يُخدع بألاعيب الطغاة (الحنشان كرمز الفساد والقوة الغادرة).
يشجعه على الثبات وألا يُفتن بمظاهر زائفة أو أحداث تافهة.
الموت يا بن التعاسة يخلق الشجعان"
هنا يوصح المواقف الجودي: في الشدائد تُعرف الشجاعة.
دعوة لنبذ الخوف والتحرك حتى في وجه الموت.
الدكتور الصريمة استخدم نقد التضليل والخرافة في هذا البيت .
حسك تصدقي عجائب طاهش الحوبان / ولا تصدق حكاية بنت شيخ الجان"
حيث انقد لوسائل الخداع: الأساطير، الأكاذيب، والخرافات التي تستخدم لتنويم الشعوب.
"طاهش الحوبان" و"بنت شيخ الجان" رموز للجهل والخرافة التي تُستخدم لأغراض سياسية أو لزرع الخوف.
فضح الفساد والخيانة والاتفاقيات الخبيثة السرية .
أصحابها ضيعونا كسروا الميزان / باعوا الأصابع وخلوا الجسم للديدان"
اتهام واضح لمن خان الشعب وباع الوطن وتفكيك للمسؤولية: من باع، من نهب، من ترك البلاد للخراب.
صوت الضحايا هو صوت الوطن الحقيقي .
لكن دم الضحايا صانع الألحان / لحن لصنعاء نشيد الأرض والريحان"
وبرغم الظلم، يظل صوت الضحايا يحمل الأمل والمستقبل يحمل البزوق الشمس من بعد الظلام وصنعاء ترمز للوطن الحي، والنشيد هو رمز النهوض.
كما ان هناك الصراع بين الحق والباطل عبر الشاعر قاصدا به ذلك .
لكن زرع الحنش وحارس البستان / يشتي يركب براس الجنبية جعنان"
لازال الصراع مستمر، وهناك من يحاول اختطاف الحق والرمز (الجنبية رمز الكرامة).
تمييز بين من يستحق التسامح ومن لا يستحق .
سامح من جنن وحشر... ولا تسامح من رقد وفسر"
دعوة لوعي سياسي أخلاقي: ليس كل مذنب سواء.
من خان، من فسر الأمور لتبرير الاستسلام، لا يستحق التسامح.
مرارة الواقع والمعاناة من التهميش .
هنا وقف الشاعروقوف تأنيب الضمير أنا فريسة المصالح / ضحية الطبال والقوارح"
الشاعر يتكلم بلسان الشعب المطحون يُظهر كيف أن البسطاء يُستخدمون في لعبة الكبار دون نيل حقوقهم و دعوة للنهوض وعدم الهروب
لا تهرب ولا تمازح / لا تفتجع من كثرة المرازح"
تحفيز مباشر لرفض السخرية واللامبالاة والتحرك هو الحل.
لغة القصيدة مزيج بين الفصحى واللهجة اليمنية الشعبية، ما يجعلها قريبة إلى القلب ومعبرة بعمق عن البيئة اليمنية.
استخدام مكثف للرموز مثل "الحنشان"، "طاهش الحوبان"، "جبل شمسان"، "الجنبية"، وكلها مستمدة من الثقافة اليمنية .
وبااسلوب مباشر، حماسي، تقريري، فيه نفس خطابي ملهم وتحريضي.
قصيدة "نشوان" تُعد من أجمل وأقوى النصوص الشعرية السياسية اليمنية. تحمل في طياتها دعوة للتحرر من الخوف، ورفض الخرافة، وفضح الفساد، واستنهاض الوعي الشعبي. تُناشد "نشوان" — كرمز للإنسان اليمني — أن يكون في الصف الصحيح من التاريخ، دون تردد أو مواربة .