أطلق هشام كرامة الجابري، مدير مكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج سالمين البحسني، تحذيرًا شديد اللهجة مما وصفه بـ”الانحدار الخطير” الذي تشهده محافظة حضرموت، في ظل تزايد التصدعات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وسط صمت رسمي مريب وتجاهل متعمد من قبل الجهات المعنية بالملف اليمني.
وقال الجابري في بيان له، إن ما يجري في حضرموت لا يمكن تفسيره إلا بأمرين لا ثالث لهما: إما أن هناك أطرافًا أصبحت راضية تمامًا عن الانهيار الحاصل، أو أنها هي من تسعى عمدًا إلى تأزيم الأوضاع في المحافظة.
وأضاف: “الموقف في حضرموت مخيف، لمن لا يفهم ما يجري، أو لديه قصور في إدراك حجم الأزمة. هناك تصدع واسع النطاق على المستويات كافة، يقابل ذلك صمت غريب من الجميع دون اتخاذ أي خطوة توقف التدهور الحاصل”.
وأعرب الجابري عن أسفه لما وصلت إليه الأوضاع في المحافظة، معتبرًا أن حضرموت تدفع اليوم ثمن السياسات الخاطئة للسلطة المحلية الحالية، والتقاعس الواضح من المسؤولين في تنفيذ أي من الحلول المطروحة.
وأوضح أن اللواء فرج البحسني كان قد قدّم منذ بداية الأزمة رؤية شاملة وحلولًا واضحة لرئاسة مجلس القيادة الرئاسي وجميع الأطراف المعنية، تهدف إلى استعادة الاستقرار في حضرموت، غير أن تلك الرؤية لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وتم تأجيلها مرارًا، وكأن هناك من ينتظر انهيار الوضع بالكامل.
وأكد الجابري أن ما يحدث اليوم هو بوادر كارثة حقيقية، داعيًا إلى تدخل عاجل من التحالف العربي، وتحديدًا من السعودية والإمارات، قائلاً: “حضرموت أمانة في أعناقكم، وأنتم من نثق بكم أكثر من أي طرف آخر. عليكم الضغط على رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي ليس من حضرموت، ولا يشعر بما يعانيه أبناؤها، لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فورًا”.
وشدد على أن أولى خطوات الإنقاذ تبدأ بإقالة السلطة المحلية الحالية بالكامل، التي قال إنها تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع، مشيرًا إلى أن التأخير في المعالجة سيفتح الباب أمام مزيد من الفوضى، التي قد تعصف بكل ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية.
وتابع الجابري: “حضرموت تمضي نحو تفكك خطير، القبائل تتسلّح، المؤسسة العسكرية تُفتّت، والمكونات السياسية في صدام دائم، فيما تبرز على الساحة مكونات مشبوهة ذات أجندات خطيرة. إذا استمر هذا المسار، فلن نتمكن من إعادة الاستقرار حتى بعد تسع سنوات أخرى”.
وأنهى بيانه بدعوة صريحة إلى التحالف العربي وكل القوى الحريصة على اليمن قائلًا: “أنقذوا حضرموت. يجب أن تُحكم برجال أقوياء، يحمونها لا يدمّرونها”.