تشهد محافظة حضرموت المحافظة التي عُرفت بالمدنية والتي يُضرب بها المثل في النظام والقانون، حالة من الاختلالات الأمنية وتدهوراً للخدمات الأساسية.
ويرى مراقبون للمشهد أن الأوضاع في محافظة حضرموت أن استمرت على ما هي عليه اليوم، قد تقود المحافظة إلى مألات لا تحمد عقباها، وإلى أوضاعٍ قد توفر بيئة جاذبة لأطرافٍ تنتظر سقوط المحافظة في أتون الصراعات لتعبث بها.
وقال المحلل السياسي مدين مقباس حول ذلك، إن حضرموت تستغيث وتبحث عمن ينقذها، حيث وأن المحافظة تشهد اختلالات أمنية وتدهوراً في الخدمات.
وأشار مقباس إلى أن ما تشهده حضرموت دفع النشطاء والإعلاميين إلى توجيه نداءات استغاثة، مطالبين بعودة عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج سالمين البحسني لإنقاذ الوضع المتدهور في المحافظة.
فيما يرى هشام كرامة الجابري، مدير مكتب نائب رئيس المجلس الانتقالي اللواء فرج سالمين البحسني، أن ما يحدث اليوم هو بوادر كارثة حقيقية، داعيًا إلى تدخل عاجل من التحالف العربي، وتحديدًا من السعودية والإمارات، في ظل تزايد التصدعات السياسية والعسكرية والاجتماعية، وسط صمت رسمي مريب وتجاهل متعمد من قبل الجهات المعنية بالملف اليمني.
وبين الجابري أن ما يجري في حضرموت لا يمكن تفسيره إلا بأمرين لا ثالث لهما: إما أن هناك أطرافًا أصبحت راضية تمامًا عن الانهيار الحاصل، أو أنها هي من تسعى عمدًا إلى تأزيم الأوضاع في المحافظة.
وأضاف: “الموقف في حضرموت مخيف، لمن لا يفهم ما يجري، أو لديه قصور في إدراك حجم الأزمة، حيث أن حضرموت تدفع اليوم ثمن السياسات الخاطئة للسلطة المحلية الحالية، والتقاعس الواضح من المسؤولين في تنفيذ أي من الحلول المطروحة.
وأوضح أن اللواء فرج البحسني كان قد قدّم منذ بداية الأزمة رؤية شاملة وحلولًا واضحة لرئاسة مجلس القيادة الرئاسي وجميع الأطراف المعنية، تهدف إلى استعادة الاستقرار في حضرموت، غير أن تلك الرؤية لم تجد طريقها إلى التنفيذ، وتم تأجيلها مرارًا، وكأن هناك من ينتظر انهيار الوضع بالكامل.
ويقف عضو مجلس القيادة الرئاسي على مسافة واحد من جميع الأطراف في محافظة حضرموت، حيث يُعتبر أحد أبرز الرموز السياسية والعسكرية والقيادية البارزة، التي يُجمع عليها جميع أبناء حضرموت، بمختلف انتماءاتهم، وتوجهاتهم.