دعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، المواطنين والمسافرين إلى تجنب المرور في الطرق الصحراوية الرابطة بين محافظات الجوف، مأرب، وحضرموت، محذّرة من المخاطر الأمنية المحدقة بتلك المناطق التي تُعد مسرحًا لعمليات عسكرية نشطة.
وأوضح مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والأمن تنتشر حاليًا في هذه المناطق ضمن مهام مكافحة الإرهاب والتخريب وعمليات التهريب، مشيرًا إلى أن أي تحركات مدنية غير منسقة عبر الطرق الفرعية قد تُعرّض أصحابها لخطر الاستهداف أو المساءلة القانونية.
وجاء هذا التحذير في وقت تشهد فيه تلك المسارات تصعيدًا في التحركات الحوثية، مستغلّة التوتر الناتج عن اعتقال الشيخ محمد الزايدي، أحد الوجاهات القبلية المرتبطة بالجماعة في محافظة المهرة. وتقوم ميليشيا الحوثي بالدفع بمسلحين إلى عمق الصحراء لمحاولة فتح بؤر توتر جديدة على مشارف محافظة مأرب.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى عزل مأرب وقطع خطوط الإمداد الحكومية عبر الصحراء، ما يشكل تحديًا أمنيًا بالغ الخطورة، تسعى القوات الحكومية للتعامل معه بشكل استباقي.
وأكد المصدر أن تلك الطرق الصحراوية باتت تمثل ممرات محتملة لتهريب الأسلحة وتحريك عناصر تخريبية، مشددًا على أن القوات الحكومية تبذل جهودًا مكثفة لتأمينها ومنع استخدامها من قبل الميليشيات.
وتُعد محافظة مأرب، الغنية بالنفط والغاز، هدفًا استراتيجيًا للحوثيين، وقد شهدت في الأعوام الأخيرة محاولات تطويق من عدة محاور، إلا أن التحرك من جهة الجوف – حضرموت عبر الصحراء يمثل تحولًا ميدانيًا جديدًا تسعى الحكومة لاحتوائه قبل تفاقمه.