في أول رد فعل دولي مباشر على التصعيد العسكري الدامي بين تايلاند وكمبوديا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، أنه سيطالب البلدين بوقف إطلاق النار فورًا وإنهاء الحرب بينهما، مؤكدًا أنه أبلغ حكومتي بانكوك وبنوم بنه بعدم رغبة واشنطن في عقد أي صفقات مع طرفين في حالة حرب.
وتشهد الحدود بين تايلاند وكمبوديا تصعيدًا غير مسبوق منذ اندلاع النزاع الحدودي، حيث تحوّلت الاتهامات السياسية والدبلوماسية إلى مواجهات عسكرية دموية، وسط تحذيرات من تطور الموقف إلى صراع إقليمي شامل.
وكانت شرارة المواجهة قد انطلقت بانفجار لغم أرضي يوم الخميس، أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، أعقبه اشتباك مباشر أعاد إشعال التوتر في المناطق المتنازع عليها. وتواصلت الاشتباكات صباح الجمعة، وأسفرت عن مقتل 14 شخصًا – معظمهم مدنيون – إضافة إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص من المناطق الحدودية.
الجيش التايلاندي أعلن استمرار العمليات العسكرية محذرًا السكان من الاقتراب من مناطق التماس، فيما شنّ غارات جوية استهدفت مواقع كمبودية. وردّت الأخيرة باستخدام المدفعية الثقيلة، مما أدى إلى تساقط القذائف على مناطق مأهولة بالسكان.
وفي خطوة تصعيدية متبادلة، قامت تايلاند بسحب سفيرها من بنوم بنه، وردّت كمبوديا بخفض التمثيل الدبلوماسي وسحب بعثتها من بانكوك، لتُغلق جميع المعابر الحدودية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضبط النفس، وطالب بوقف فوري للتصعيد، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات.
وتبقى الأنظار شاخصة إلى ما إذا كانت تصريحات ترامب ستشكل بداية انفراجة، أم أن لغة الحرب ستنتصر على نداءات السلام.
