آخر تحديث :الأحد-27 يوليو 2025-01:39ص
فن

رحيل زياد الرحباني.. فيروز تفقد صوتها الآخر

السبت - 26 يوليو 2025 - 09:33 م بتوقيت عدن
رحيل زياد الرحباني.. فيروز تفقد صوتها الآخر
عدن الغد – خاص

ودّعت السيدة فيروز ومعها لبنان والعالم العربي، الفنان الكبير زياد الرحباني، الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة إبداعية فريدة في الموسيقى والمسرح والسياسة، جعلته أحد أبرز رموز الفن الملتزم والساخر في تاريخ العرب الحديث.


وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية خبر الوفاة، مشيرة إلى أن زياد كان يعاني من مشاكل صحية متفاقمة خلال السنوات الأخيرة، أثّرت على حضوره الفني، وسط صمت إعلامي واختفاء تدريجي عن الساحة.


ابن الفنانة الكبيرة نهاد حداد (فيروز)، والراحل عاصي الرحباني، ولد في 1 يناير 1956، ونشأ وسط عائلة فنية أحدثت ثورة في الغناء والمسرح العربي. في سن السابعة عشرة، قدّم أول ألحانه لوالدته في أغنية "سألوني الناس" التي شكّلت انطلاقته، ليتبعها بأعمال أيقونية مثل "أنا عندي حنين"، "سلملي عليه"، و"وحدن"، إلى جانب أغنياته الخاصة مثل "أنا مش كافر" و"بلا ولا شي".


ولم يكن زياد مجرد موسيقي، بل كان كاتبًا مسرحيًا بارعًا أضاء على واقع لبنان السياسي والاجتماعي في مسرحياته الشهيرة مثل: "سهرية"، "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو"، "فيلم أميركي طويل"، التي اعتبرت بمثابة نقد لاذع لحالة الانقسام والطائفية.


في السياسة، عُرف زياد بصوته اليساري المتمرّد، وبرامجه الإذاعية الساخرة التي حفرت في ذاكرة اللبنانيين والعرب عبارات لا تُنسى، كما كتب مقالات جريئة وصريحة في صحيفة الأخبار اللبنانية لسنوات.


نعى عدد من كبار المسؤولين في لبنان الفقيد، حيث وصفه الرئيس جوزاف عون بأنه "ضمير حي وصوت صادق للمعذبين"، فيما قال رئيس الحكومة نواف سلام إن لبنان فقد "فناناً استثنائياً بقي وفياً لقيم الكرامة والعدالة"، أما وزير الثقافة غسان سلامة فعبّر عن حزنه العميق، مؤكدًا أنهم كانوا يترقّبون هذا اليوم المؤلم بسبب تدهور حالته الصحية.


تُوفي زياد وهو يحمل إرثًا ضخمًا من الفن المختلف، النابع من عمق الشارع اللبناني والعربي، تاركًا خلفه عشرات الألحان والمسرحيات والأفكار التي ستظل حيّة في ذاكرة الأجيال.