في حلقة جديدة من مسلسل نهب التراث اليمني، كشف الباحث في الآثار عبدالله محسن عن عرض تسع قطع أثرية يمنية نادرة للبيع في مزاد علني يُقام في بريطانيا خلال الفترة من 9 إلى 17 سبتمبر 2025، وسط غياب حكومي يثير القلق.
وأوضح محسن أن المزاد تنظمه شركة "تايم لاين" المحدودة في مقاطعة إسكس البريطانية، ويشمل معروضات تعود للفترة بين القرن السادس قبل الميلاد والثاني الميلادي، تتنوع بين تماثيل ورؤوس بشرية من المرمر، وأوانٍ برونزية مزخرفة، وطاولة قرابين، بالإضافة إلى تمثال نذري يُعتقد أنه استخدم في طقوس التوبة داخل المعابد.
ومن بين أبرز المعروضات، وعاء برونزي من القرن الثالث قبل الميلاد يحمل نقشًا لمشهد صيد ومخلوق أسطوري يُعرف بالغريفون، إضافة إلى تمثال لرجل من المرمر منقوش عليه اسمه بخط المسند، ورأسي رجل وامرأة من العصور السبئية والحميرية.
وأشار الباحث إلى أن بعض القطع كانت ضمن مجموعات خاصة ألمانية وبريطانية منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد خضعت للفحص عبر قاعدة بيانات الإنتربول، دون أن تُدرج غالبية هذه القطع كمسروقة، باستثناء واحدة فقط.
وأكد محسن وجود جهود حثيثة من السفير اليمني لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، وفريقه، لتسجيل عشر قطع مفقودة من متحف عدن الوطني ضمن قاعدة بيانات الإنتربول، كخطوة نحو حماية ما تبقى من الإرث اليمني المنهوب.
وختم محسن بالتحذير من استمرار ما وصفه بـ"النهب المنظم"، مطالبًا بتحرك رسمي وشعبي واسع للضغط على الجهات المختصة لاستعادة ما يمكن من كنوز اليمن التاريخية، قائلًا: "جمال هذه القطع يساوي روعة حضارتنا التي أهملناها".
