آخر تحديث :الأربعاء-30 يوليو 2025-12:50ص
أخبار وتقارير

رغم تقدمه.. الذكاء الاصطناعي يفشل في منافسة الإبداع البشري

الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - 02:48 م بتوقيت عدن
رغم تقدمه.. الذكاء الاصطناعي يفشل في منافسة الإبداع البشري
عدن الغد – متابعات

في زمن تتسارع فيه تطورات الذكاء الاصطناعي، كشفت دراسة علمية حديثة عن مفاجأة لافتة: الإبداع البشري ما يزال يتفوق بوضوح على أداء الذكاء الاصطناعي في المهام الابتكارية، خصوصًا تلك التي تتطلب أصالة وتفكيرًا متشعبًا.


الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقيادة الدكتور مين تانغ من معهد University Institute of Schaffhausen ونُشرت في مجلة The Journal of Creative Behavior، قارنت بين فعالية التعاون البشري، والتعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي، واستخدام محركات البحث مثل جوجل، في إنتاج الأفكار الإبداعية.


البشر يتغلبون على ChatGPT وجوجل


وشارك في التجربة 202 طالبًا جامعيًا ألمانيًا، وُزّعوا على أربع مجموعات مختلفة: تعاون بشري بالكامل، تعاون بشري باستخدام جوجل، تعاون بشري مدعوم بـ ChatGPT بتعليمات مختلفة. وطُلب من الجميع أداء أربع مهام إبداعية شملت: ابتكار استخدامات غير تقليدية لأدوات مألوفة، تخيّل سيناريوهات افتراضية، وحل المشكلات بطرق غير نمطية.


النتائج: البشر أكثر أصالة وثقة


أظهرت نتائج التحكيم، سواء من قبل خبراء بشريين أو عبر نظام تقييم آلي، أن المجموعات البشرية أنتجت أفكارًا أكثر تنوعًا وأصالة، وتفوقت تحديدًا في مهمة “الاستخدامات البديلة” لأداة بسيطة كالشوكة. ولم تسجل فروقات ذات دلالة إحصائية بين أداء مستخدمي ChatGPT ومستخدمي جوجل.


الأهم أن التعاون البشري أدى إلى زيادة في الثقة بالقدرات الإبداعية الذاتية بعد تنفيذ المهام، بعكس التعاون مع الذكاء الاصطناعي الذي لم يعزز تلك الثقة.


نظرة مختلفة للشركاء


لاحظ الباحثون أيضًا أن المشاركين الذين تعاونوا مع بشر رأوا شركاءهم متكافئين في الجهد، بينما اعتبر مستخدمو ChatGPT أن الذكاء الاصطناعي هو من قدّم الجزء الأكبر من الإبداع، مما قد يؤثر على إحساسهم بالملكية الفكرية للأفكار الناتجة.


الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة لا بديل


وحذّرت الدراسة من تعميم النتائج على كل جوانب الإبداع، موضحة أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر نفعًا في تنقيح الأفكار وتطويرها بدلًا من توليدها من الصفر. كما أشارت إلى أن بيئة الدراسة كانت محدودة من حيث التفاعل، مما يستدعي إجراء أبحاث موسعة لفهم ديناميكيات التعاون البشري - الآلي بشكل أعمق.


خلاصة:


رغم قدراته اللافتة، لا يزال الإبداع البشري يحتفظ بميزته الفريدة التي يصعب تكرارها آليًا. فالأفكار الخلاقة لا تولد فقط من البيانات، بل من الحوار، الحدس، والتجربة الإنسانية، وهو ما يجعل التعاون بين العقول البشرية مصدرًا لا يُضاهى للأصالة والتجديد.