منذ أن أطلقت شركة أبل هاتف آيفون الأول عام 2007، تغيّر عالم الهواتف الذكية بشكل جذري.
واليوم، تقف سلسلة آيفون 16 شاهدة على هذا التطور اللافت، خصوصًا من حيث أداء المعالج، حيث أصبح أقوى بنحو 385 مرة مقارنة بالمعالج الذي شغّل أول آيفون.
في ذلك الوقت، كان الجهاز يعتمد على معالج ARM11 من "سامسونغ" بسرعة لا تتجاوز 412 ميغاهرتز، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
واليوم، باتت "أبل" تُنتج معالجاتها الخاصة من سلسلة A، مدعومة بأحدث تقنيات التصنيع من شركة TSMC التايوانية، وبمعمارية تصل إلى 3 نانومتر، تمهيدًا للانتقال إلى معالجات 2 نانومتر العام المقبل، ثم 1.4 نانومتر بحلول عام 2028.
من EDGE إلى الذكاء الاصطناعي
عانى آيفون الأصلي من قيود كبيرة، أبرزها ضعف الاتصال عبر تقنية EDGE، وعدم القدرة على استقبال المكالمات أثناء تصفح الإنترنت.
وكانت بطاريته صغيرة (1400 مللي أمبير)، وذاكرته العشوائية لا تتجاوز 128 ميغابايت، في حين لم تتجاوز دقة الكاميرا الخلفية 2 ميغابكسل.
أما اليوم، فيحمل هاتف آيفون 16 برو ماكس بطارية بسعة 4685 مللي أمبير/ساعة، وذاكرة عشوائية 8 غيغابايت مخصصة لميزات الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، وكاميرات خلفية بدقة 48 ميغابكسل بدعم عدسات متنوعة.
تطور المعالجات
بدأت "أبل" رحلتها في عالم المعالجات مع "سامسونغ" ثم انتقلت إلى "TSMC" عام 2014 مع شريحة A8.
لكن التحوّل الأهم جاء مع شريحة A7 في iPhone 5S عام 2013، كأول معالج في هاتف ذكي بمعمارية 64 بت.
وشهدت شريحة A9 حالة فريدة، إذ تولت "سامسونغ" و"TSMC" تصنيعها معًا، ما تسبب في جدل كبير عُرف بـ"Chipgate"، عندما طالب المستخدمون بالحصول على نسخ تحتوي على شريحة "TSMC" التي كانت أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
40 % تحسّناً سنوياً في الأداء
ووفقًا لموقع "PC Watch" الياباني، فإن أداء معالجات آيفون شهد معدل نمو سنوي بلغ 40%، ما أدى إلى زيادة إجمالية بمقدار 384.9 ضعف منذ عام 2007.
ومع دخول شريحة A19/A19 Pro، المُصنّعة بتقنية 3 نانومتر، قد يتجاوز الأداء حاجز 500 ضعف مقارنة بالجيل الأول.
ومع تصغير عقد المعالجة، تزداد كثافة الترانزستورات في كل شريحة، وهو ما يرفع من كفاءة الأداء ويُحسن استهلاك الطاقة.
هذه التقنية تُعد من أبرز التطورات التي ستدفع هواتف "أبل" لمستوى جديد من القوة والذكاء.