- فور الانتهاء من الترميمات والإصلاحات الضرورية ستكون الإدارة جاهزة لتموين أي بواخر واصلة لميناء عدن
- عدم امتلاكنا بواخر خاصة تسمح بتزويد السفن بالوقود خارج الميناء سيحد كثيراً من نشاط الإدارة
- إعادة تشغيل إدارة التموين تأتي ضمن جهود قيادة مصافي عدن لإعادة المصفاة إلى الواجهة خاصة بعد إعلانها منطقة حرة
التقاه/ صديق الطيار - ماجد عزان:
تستعد إدارة عدن لتموين البواخر، التابعة لشركة مصافي عدن، لاستئناف نشاطها بتموين البواخر، بعد توقف دام عدة سنوات بعد تأثرها بالحرب التي شنتها مليشيا الحوثي على مدينة عدن عام 2015، وما خلفته من أزمة أمنية واقتصادية في عموم البلاد.
ويأتي إعادة إدارة عدن لتموين البواخر لأداء مهامها الحيوي، في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة شركة مصافي عدن، ممثلة بالمدير العام التنفيذي للشركة المهندس أحمد مسعد سعد، والقائم بأعمال المدير المهندس سعيد محمد، لإعادة المصفاة إلى الواجهة باستعادة دورها الحيوي والريادي، كأضخم منشأة وطنية استراتيجية، خاصة عقب القرار الذي صدر مؤخراً بإعلان مصافي عدن منطقة حرة، وبعد التوقف القسري الذي طالها نتيجة للصراعات العسكرية والسياسية التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية.
وترجمت قيادة مصافي عدن جهودها منذ إعلان المصفاة منطقة حرة، بالإعلان عن بدء تشغيل أول وحدة إنتاج وهي إنتاج مادة الإسفلت، التي بدأت في الأول من أغسطس الجاري، والتأكيد بأن هناك جهود تبذل للبدء بعمل وحدة إنتاج مصغره للديزل والمازوت، بإنتاج 6 آلاف لتر في اليوم قريباً، ضمن مساعٍ حثيثة لقيادة المصفاة لاستعادة دورها الحيوي بتكرير وتصفية النفط الخام، بما يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، واستقرار سعر العملة المحلية، واستقرار سعر المشتقات النفطية في السوق المحلية، بالإضافة إلى توفير وقود محطات الكهرباء للحد من مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي تشهدها مدينة عدن والمحافظات المجاورة.
"عدن الغد" في إدارة تموين البواخر
زارت صحيفة "عدن الغد" إدارة عدن لتموين البواخر العريقة التي يعود تاريخها إلى أكثر من مائة عام، وتجولت في أروقتها والتقت مديرها العام الأخ محمد عبدالله صالح المسيبلي، الذي تم تكليفه أواخر مايو الماضي، واستمعت منه إلى شرح مفصل عن تاريخ إنشاء إدارة عدن لتموين البواخر، والدور الحيوي الذي تضطلع به، واطلعت على أعمال الصيانة والتأهيل الجاربة استعداداً لاستئناف نشاطها بعد توقفها لعدة سنوات، كما تعرفت الصحيفة إلى أبرز الصعوبات والمشكلات التي تعانيها الإدارة.. فإلى التفاصيل.
افتتح المدير المسيبلي بالترحيب بصحيفة "عدن الغد" الغراء، مؤكداً على دورها الإعلامي البارز المواكب لكل الأحداث في البلاد..
مؤكداً أن العمل جارٍ بوتيرة عالية لصيانة واعادة تأهيل معدات الإدارة لاستئناف مهامها بتموين البواخر، تحت إشراف مباشر ومتابعة من قيادة شركة مصافي عدن، ممثلة بالمدير التنفيذي للشركة المهندس أحمد مسعد سعد، والقائم بأعمال المدير المهندس سعيد محمد..
مشيراً الى أن فور الانتهاء الانتهاء من الترميمات والإصلاحات الضرورية ستكون الإدارة جاهزة لتموين أي بواخر واصلة إلى ميناء عدن على مدار الساعة.
تأسيس الإدارة
وأفاد مدير عام إدارة محمد المسيبلي، في سياق تصريحه لـ"عدن الغد" بأن تاريخ تأسيس إدارة عدن لتموين البواخر يعود إلى العام 1919م، حيث قامت شركة البترول البريطانية (BP) المحدودة بإنشائها في مدينة التواهي على مدخل ميناء عدن، لما يتمتع به الميناء من موقع جغرافي استراتيجي على ملتقى الطرق البحرية بين أوروبا وشرق إفريقيا والشرق الأقصى والهند.
وأضاف بأن إنشاء إدارة عدن لتموين البواخر، والتي أطلق عليها "Bp Aden Company"، جاء للاستفادة من الحركة الملاحية المزدهرة في ميناء عدن آنذاك، والذي كان يستقبل في العام مئات البواخر والسفن من مختلف الأحجام والحمولات..
مشيراً إلى أن العدد الكبير من البواخر التي كانت ترسو في الميناء كانت تحتاج لكمية كبيرة من وقود المازوت والديزل، وهو ما شجع الحكومة البريطانية حينها بالتفكير في بناء إدارة لتموين البواخر..
وأردف قائلاً: "بعد إنشاء هذه الإدارة رأت الحكومة البريطانية أن هناك حاجة لإنشاء مصفاة متخصصة بتكرير الوقود، لتلبية طلب البواخر المتزايد على الوقود، فبدأت في بناء مصافي عدن، وكان ذلك في العام 1952م في مديرية البريقة (عدن الصغرى سابقاً)، وربطها بإدارة تموين البواخر بواسطة أنابيب بلغت طولها 19 ميلاً، حيث تقوم المصفاة بضخ الوقود عبر هذه الأنابيب إلى صهاريج وخزانات الزيت في مدينة التواهي.
وأوضح المدير المسيبلي بأن الإدارة بعد ربطها بالمصافي شهدت حركة دؤوبة لتزويد البواخر والسفن بالوقود، حيث كانت لا تتوقف حركة صنادل نقل الوقود المتنقلة بين البواخر الراسية في ميناء عدن الداخلي، وكذا تموين البواخر في المحطات العائمة، وفي المراسي الخرسانية العائمة.
الطاقة الخزنية للوقود
وتابع الأخ محمد المسيبلي حديثه لـ"عدن الغد" قائلاً: "كان لدى إدارة عدن لتموين البواخر (16) خزاناً من مختلف الأحجام، موزعين على منشأتين هما: منشأة التواهي الرئيسية، ومنشأة حجيف.. مشيراً إلى أنه نتيجة لحرب 2015 تضررت جميع الخزانات وأصبحت خارج الجاهزية، "ونعمل حالياً على صيانة وإصلاح بعض الخزانات لاستئناف عملية تموين السفن".
أبرز الصعوبات والتحديات:
وحول أبرز ما تعانيه إدارة عدن لتموين البواخر من مشكلات وتحديات، أفاد المدير العام محمد المسيبلي، بأن "أبرز المشكلات التي تواجه الإدارة هي رکود النشاط التجاري في ميناء عدن بسبب الأوضاع الاستثنائية الحالية التي تمر بها بلادنا، إلى جانب الاضطرابات في المنطقة بشكل عام. هذا بالإضافة إلى قِدم وتهالك المعدات ووسائل نقل المشتقات النفطية، حيث إن الرفاصين اللذين يساعدان في عملية التموين صارا خارج الجاهزبة وبحاجة إلى إصلاحهما.
مؤكداً أن هذه التحديات والصعوبات الماثلة، لاشك أنها ستنعكس على قدرة إدارة عدن لتموين البواخر في أداء مهامها بزخم كبير، مثلما كانت في السابق.
وأوضح المسيبلي أيضاً أن "هناك اثنان من الصنادل لنقل الوقود إلى البواخر تم إخراجهما عن الخدمة (صندل التواهي وسعته 160 طناً مترياً، وصندل (Bp Aden) بسعة 500 طن متري) نتيجة لعدم وجود أحواض سفن في الوقت الحاضر لترميمهما وإعادة تأهيلهما من جديد.
وأشار إلى أن هناك العديد من الخزانات في الإدارة تم إخراجها من الخدمة نتيجة للأضرار التي تعرضت لها جراء حرب 2015.. مؤكداً أن إصلاحها وإعادتها للخدمة تتطلب إمكانيات كبيرة وكفاءات فنية مقتدرة..
عدم وجود بواخر تموين متنقلة
كما تطرق مدير عام إدارة عدن لتموين البواخر، الأخ محمد المسيبلي، في تصريحه لـ"عدن الغد" إلى جزئية مهمة في سياق الحديث عن التحديات والصعوبات التي تواجه الإدارة، وهي عدم امتلاكها لبواخر خاصة تسمح بتزويد السفن بالوقود خارج الميناء، خاصة وأن هناك بواخر ترى أنها في غنى عن دفع التكاليف الباهظة ورسوم الدخول والخروج من ميناء عدن، والتي تشمل أجور المساعدة الملاحية، ورسوم حراسة، ورسوم الأرصفة التي ترسو عليها السفن.
وأكد المدير المسيبلي، في ختام حديثه، أن الإدارة المركزية لشركة مصافي عدن تبذل جهوداً مكثفة لإجراء الترميمات والإصلاحات في إدارة عدن لتموين البواخر، بما يمكننا من البدء بعملية تموين السفن في ميناء عدن، كمرحلة أولية لإعادة نشاط الإدارة للتموين بشكل كامل.