قال الجيش السوداني إن قواته دحرت هجوما شنته قوات الدعم السريع على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، وسط تحذيرات أممية من مخاطر تفشي الكوليرا في المنطقة على نطاق واسع.
وأضاف بيان الجيش السوداني أن قواته كبّدت الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بينما فرّ من تبقى منهم إلى خارج المدينة، حسب البيان.
كما أكد البيان أن "مليشيا الدعم السريع تركت خلفها معدات وأجهزة ومتعلقات، تثبت أن من يهاجم الفاشر ليسوا سودانيين".
والخميس الماضي، أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية تمكنوا من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، في واحدة من أشرس المعارك الميدانية منذ بداية الحصار المفروض على المدينة مطلع عام 2024.
وأسفر الهجوم -وفقا لمصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت- عن مقتل العشرات، ولكن لم يتم تأكيد هذه الأرقام من مصادر مستقلة، بالإضافة إلى تدمير 5 آليات قتالية والاستيلاء على مركبة محملة بالذخائر والأسلحة الثقيلة.
تحذير أممي
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الجوع والمرض، مع تفشي مرض الكوليرا في ولاية شمال دارفور.
وأفادت المنظمة الدولية، في بيان، بأنه منذ اكتشاف أول حالة في 21 يونيو/حزيران الماضي، وتم الإبلاغ عن أكثر من 1180 حالة إصابة بالكوليرا، بينها نحو 300 حالة بين الأطفال، وما لا يقل عن 20 حالة وفاة، في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور.
ونقل البيان عن ممثل "يونيسيف" في السودان شيلدون ييت، قوله "رغم أن الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه بسهولة، فإنها تنتشر بسرعة في طويلة ومناطق أخرى من دارفور، مهددة حياة الأطفال".
وبلغ إجمالي الإصابات بالكوليرا 91 ألفا و34، بينها ألفان و302 وفاة في 17 ولاية بالسودان، منذ بدء انتشار الوباء في أغسطس/آب 2024، حسب آخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.