أثارت تصريحات حديثة أدلى بها القيادي في جماعة الحوثي، عبدالعظيم الحوثي، حالة من الغضب والاستنكار في الأوساط الشعبية والحقوقية، بعد أن قال علنًا إن “الحجاب مفروض فقط على الشرايف”، في تعبير اعتُبر إهانة مباشرة لكرامة المرأة اليمنية وتكريسًا لخطاب طبقي وعنصري يستهدف النسيج الاجتماعي اليمني.
واعتبر ناشطون ومراقبون أن التصريح يُعد اعترافًا صريحًا بوجود تصنيف سلالي داخل المجتمع اليمني، يقوم على تقسيم الناس بين طبقات “أسياد” و”خدم”، في محاولة لإحياء مفاهيم ومصطلحات تعود إلى عصور الإقطاع والاستعباد، وهو ما يتنافى مع قيم المواطنة والمساواة التي كافح اليمنيون من أجل ترسيخها.
وأكدت مصادر حقوقية أن مثل هذه التصريحات تمثل خرقًا واضحًا للدستور اليمني ولكل المواثيق الدولية التي تضمن المساواة وعدم التمييز على أساس العِرق أو النسب، داعية إلى فتح تحقيق عاجل بشأن هذه التصريحات، ومحاسبة المسؤول عنها، لما تحمله من تهديد خطير للسلم المجتمعي، ومساس مباشر بكرامة المرأة اليمنية.
وتداول ناشطون مقاطع صوتية ومنشورات توثق التصريحات، معتبرين أن الجماعة الحوثية لم تعد تخفي مشروعها الحقيقي القائم على السلالة والتفوق العنصري، بل باتت تعلنه في العلن، مستغلة سيطرتها على المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في مناطق نفوذها.
وطالب نشطاء من مختلف الأطياف السياسية والحقوقية الجهات المعنية والمنظمات النسوية والمدنية باتخاذ مواقف واضحة من هذه التصريحات، معتبرين أن “الصمت تواطؤ”، وأن ترك المجال لمثل هذه الخطابات يشكل خطرًا كبيرًا على وحدة المجتمع اليمني وهويته الجامعة.
وتُعد هذه التصريحات، بحسب مراقبين، من أخطر المؤشرات على توجه جماعة الحوثي نحو ترسيخ نظام طبقي جديد، لا يختلف كثيرًا عن أنظمة العبودية القديمة، مستخدمة الدين كغطاء لفرض سلطة السلالة وإقصاء بقية فئات المجتمع.
ويأتي هذا التصعيد الخطابي في وقت تعاني فيه النساء اليمنيات من انتهاكات متعددة في مناطق سيطرة الحوثيين، تشمل التضييق على الحريات، والتدخل في شؤون اللباس والتعليم والعمل، ضمن حملة ممنهجة لإعادة تشكيل دور المرأة في المجتمع بما يتوافق مع رؤية الجماعة العقائدية المتشددة.
أخبار المحافظات
مأرب....مقاومة البيضاء تحيي الذكرى التاسعة لجريمة الغدر بمشائخ آل عمرمن قبل مليشيات الحوثي الإرهابية ...
