في خطوة لافتة تعكس تصاعد الضغوط داخل الكونغرس الأميركي، وقّع أكثر من عشرة نواب ديمقراطيين في مجلس النواب على رسالة تدعو إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وذلك في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بحسب ما كشفه موقع "أكسيوس"، الإثنين.
ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع تصاعد المجاعة في القطاع، ما دفع حتى بعض الجمهوريين والديمقراطيين المؤيدين تقليديًا لإسرائيل إلى توجيه انتقادات علنية غير مسبوقة للقيادة الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة.
ويقود هذه المبادرة النائب الديمقراطي رو خانا عن ولاية كاليفورنيا، حيث وُجهت الرسالة إلى الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، مشيرة إلى أن "اللحظة المأساوية الحالية تبرز الحاجة الملحة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".
وتضم قائمة الموقعين على الرسالة نوابًا بارزين من الحزب الديمقراطي، منهم تشيلي بينغري، نيديا فيلازكيز، جيم ماكغفرن، آل غرين، فيرونيكا إسكوبار، ماكسويل فروست، وبوني واتسون كولمان، إلى جانب النائب المسلم أندريه كارسون.
وأشارت الرسالة إلى تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، في خطوة أثارت اعتراضًا أميركيًا رسميًا.
وكتبت النائبة واتسون كولمان في تصريح لاحق: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يكون مشروطًا بنزع سلاح حماس وتوفير ضمانات أمنية للطرفين، وهو ضرورة لإنهاء الحرب وعودة الرهائن".
ويُذكر أن عدد الموقعين على الرسالة الجديدة يفوق بثلاثة أضعاف عدد النواب الذين دعموا قرارًا مشابهًا في عام 2023، ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في مزاج الكونغرس تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
في المقابل، تُبدي إدارة ترامب تحفظًا على هذه الدعوات، رغم تصريحات سابقة للرئيس عبّر فيها عن استعداده "لتوفير الغذاء لأهالي غزة"، مشككًا في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن المجاعة في القطاع.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه المجتمع الدولي تزايدًا في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين من قِبل دول مثل فرنسا، بريطانيا، وكندا، ما يضع واشنطن تحت ضغط متزايد لتعديل موقفها من القضية الفلسطينية.