كشفت الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، مطلع أغسطس الجاري، عن واحدة من أخطر عمليات تهريب الأسلحة إلى اليمن، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد اعتراض شحنات ضخمة على متن قارب صيد قبالة سواحل البحر الأحمر منتصف يوليو، والتحفظ عليها من قبل بحرية المقاومة الوطنية.
ووفقًا لتحقيقات أولية، فقد تبيّن أن الشحنة المصادرة -التي تُقدّر بنحو 750 طناً من الأسلحة– احتوت على منظومات صاروخية ورادارات وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية، بالإضافة إلى أجهزة تجسس واتصالات عسكرية متطورة.
وفي بيان رسمي، أفاد جهاز مكافحة الإرهاب أنه تم ضبط حاويات مشبوهة على متن سفينة تجارية قادمة من الصين إلى ميناء عدن، عقب معلومات استخباراتية دقيقة أشارت إلى احتوائها على أسلحة كانت مموّهة على هيئة معدات مدنية. التحقيقات أوضحت أن السفينة كانت موجهة أصلاً إلى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين، لكنها غيّرت مسارها بعد تعرض الميناء لسلسلة ضربات جوية إسرائيلية.
العملية الأمنية نُفذت في الثاني من أغسطس بمشاركة الجمارك وشرطة المنطقة الحرة ووحدات مكافحة الإرهاب، وتحت إشراف مباشر من النيابة الجزائية المتخصصة، التي باشرت تحقيقاً رسمياً في الواقعة.
وأكدت مصادر أمنية أن محتويات الشحنة شملت أنظمة تحكم دقيقة وأجهزة تشويش واتصالات عسكرية متطورة، وأخرى يُعتقد أنها ضمن منظومات دفاع جوي، كما لوحظ تطابق واضح في أسلوب التمويه مع شحنة الأسلحة السابقة التي قُدرت أيضاً بـ750 طناً.
وأشار مصدر أمني إلى أن تحقيقاً موسعاً يجري حالياً لتحديد الجهات المحلية والدولية المتورطة في العملية، تمهيداً لرفع تقرير شامل إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، يتضمن تفاصيل الموردين وشبكات التهريب المرتبطة بجماعة الحوثي.
وفي سياق متصل، كشف تقرير أممي حديث عن تعاون وثيق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يشمل تهريب الأسلحة عبر سواحل اليمن أو من خلال محافظة المهرة إلى محافظتي مأرب والجوف، بدعم من جماعات خارجية أبرزها حركة الشباب الصومالية.
ويشير محللون إلى أن حجم ونوعية الأسلحة المضبوطة يمثل تصعيداً خطيراً في عمليات تسليح الحوثيين، ويعد انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن، وتهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
من جهته، صرّح العميد الركن صادق دويد، الناطق باسم المقاومة الوطنية، أن شحنة الأسلحة تمثل دليلاً مادياً جديداً على استمرار المشروع الإيراني التخريبي في اليمن، مشيراً إلى أن إيران تواصل إرسال أدوات القتل والدمار إلى الحوثيين، ضاربةً عرض الحائط بكل الجهود الدولية ومساعي السلام.
وأكد دويد أن العملية تشكل إنجازاً أمنياً وطنياً، يُظهر جاهزية مؤسسات الدولة وقدرتها على إفشال مخططات إيران وأذرعها المسلحة في اليمن والمنطقة.