آخر تحديث :الأحد-24 أغسطس 2025-10:51م
أخبار المحافظات

رئيس مجلس النواب يشارك في إحياء فعالية الذكرى الـ 43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام والذي أقيم في محافظة تعز

الأحد - 24 أغسطس 2025 - 07:56 م بتوقيت عدن
رئيس مجلس النواب يشارك في إحياء فعالية الذكرى الـ 43 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام والذي أقيم في محافظة تعز
(عدن الغد) خاص:


شارك الشيخ سلطان البركاني، رئيس مجلس النواب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية، اليوم، الأحد، في إحياء فعالية الحفل الخطابي والفني الذي أقيم في محافظة تعز، تحت شعار ( معاً لتعزيز وحدة الصف الوطني لإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الكهنوتية واستعادة مؤسسات الدولة) وذلك بمناسبة الذكرى الـ 43 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام.


وخلال إحياء الفعالية القى رئيس المجلس الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام كلمة ،، جاء فيها:


بسم الله الرحمن الرحيم


"أيها الصامدون من أبناء المؤتمر الشعبي العام، القابضون على الجمر ..بدايةً، تنحني لكم القامات، وتُرفع لكم القبعات، أينما كنتم وتواجدتم."


ونحمده القائل

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا"


الأخ محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي، رئيس الهيئة التنفيذية، الأستاذ نبيل شمسان ...


الأخ وكيل المحافظة، رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، الأستاذ عارف جامل .. وكافة قيادات المؤتمر التنظيمية...


الأخ الأستاذ عبدالسلام رزاز، الوزير السابق .. وكافة الإخوة القياديين الحزبيين المتواجدين معنا هنا في هذه القاعة ؛ الذين نعتز بحضورهم، ونتشرف بهم، وهم اليوم تاجٌ على رؤوسنا جميعًا.


الأخ العزيز عبدالعزيز المجيدي، أركان حرب محور تعز .. والإخوة الأعزاء الحاضرون في هذه القاعة من ممثلي المنظمات والهيئات، وكافة الشخصيات الاجتماعية...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الإخوة الحاضرون جميعاً في رحاب المجد الشامخ، شموخ جبل صبر .. سلامٌ عليكم من صهيل الخيل إذا ارتج المدى ومن وهج الشهداء .. وسلامٌ من ذاكرةِ وطنٍ يزهو بنضالاتِ وتضحياتِ وصمودِ أبنائهِ.


من تعز أتوجه بكل معاني الإجلال والتقدير، في هذا اليوم المبارك، إلى كل المؤتمريين أينما كانوا، الأبطال الصامدين الصابرين، الذين لم تهزهم العواصف، ولم تنل من عزائمهم أساليب القهر والقمع والقتل والمعتقلات. أهنّئ الجميع في هذا اليومِ المبارك؛ يوم انفتحت نافذة من نور في جدار العتمة، وانبثق فجرٌ أغر في الرابع والعشرين من أغسطس عام 1982، يوم نهضت الجبال على قامتها لتستقبل عهداً جديداً ارتفعت فيه اليمن على أكتاف أبنائها، وحلَّق فيه الحلم عالياً فوق سماءٍ مثقلة بالغبار والدخان، يوم ولد المؤتمر الشعبي العام من رحم الأرض اليمنية، فكرةً نقيةً أصيلة، وجذوراً ضاربةً في عمق التاريخ، وميثاقاً وطنياً حمل وجدان الناس جميعاً .. وتنظيما رائداً ولد كما يولد النهر في بطن الجبل، ليشق طريقه بين الصخور الصلدة، فلا يوقفه مانع، ولا يحجبه سد ..


نعم أيها الصناديد، وقد توالت السهام عليكم من كل جانب. وماذا نقول لو كان سهمًا واحدًا لاتقيته، ولكنه ثانٍ وثالث ورابعَ .. فصمدتم في كل أرجاء الوطن، رغم آلام السهام وقسوة الأيام.


الحاضرون جميعاً..

تحت شعار (معاً لتعزيز وحدة الصف الوطني لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الكهنوتية واستعادة مؤسسات الدولة) نلتقي اليوم في محافظة تعز، هذه المحافظة التي انبثق وهجها من عتمةِ القهرِ والظلم والضيم وهي تقارع الأئمة الجدد كما فعلت مع أسلافهم ، وأقسمت أن تكون حصناً منيعاً للجمهورية والوحدة ، وهي تعلم أن طريق الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية لا يتحقق إلا بالتضحيات والنضال والكفاح، وهو ماجبل عليه أبناؤها هذه المحافظة في كل الأوقات، وفي مختلف المراحل، وكان لهم الحضور والدور الفاعل لقيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ومقارعة الأئمة الجدد في كل ميادين القتال.


تحية إجلال وتقدير لكل أعضاء المؤتمر وانصاره وحلفائه وأبناء هذه المحافظة الصامدة التي تعمل على مداواة جراحها من كل شبرٍ فيها؛ من مقبنة ومديريات الساحل المُتَّكِئات على زَبَدِ البحر، مرفأ البن الذي اشتعل فيه فنجان الأرضِ الأول، وانسكب في كوبِ العالم فملأ قاراته بنكهةٍ يمنيةٍ لا تفنى..

من سخاء الحجرية وهي تَشُدُّ صخرها وتُعلِّقُه على عتبات الجمهورية سِلالاً من صمود.. حيفان تتلو آيات العزائم.. والمواسط تسكبُ نشيدها على التلال..

والمعافر سِفْرٌ من فتوحات الأرض، نُقِشَت على ابواب قُرطبة في أقاصي الأندلس..

من جبل حبشي يتدحرج الضباب على أهدابِ الفَجر وثغرِهِ كَلِثامٍ من سَحاب، وخدير مصلَّى من شُعاع..

من شرعب يتسع الحلم على هاماتٍ مثقلةٍ بالغيم.. وماوية تخبئ في وِهادِها نَغَمَ الفلاحين وأهازيج الحصاد..

من صبر معراجُ الأرواح، وجباله تصطف كحرسٍ على أبواب تاريخ البلاد.. والتعزية تسقي الأرواح أناشيد القُرى..

من صالة المعنى الأول للوجود .. من القاهرة صلابة التاريخ، على أسوار قلعتها يقيم الغيم صلاةً سبتمبرية.. والمظفر مِحرابٌ آخر للثائرين.


الحضور جميعاً... هذه هي محافظة تعز...


ولذلك أقول لكم، يا أبناء تعز : أنتم المؤتمر، والمؤتمر أنتم .. و هو جزءٌ لا يتجزأ من هذا الوطن … كل قراه ومدنه، كل نسائه ورجاله، كل تاريخه ومستقبله. إنهُ صرحٌ لا يشيخ، وحلمٌ لا يُستهلك ولا يتملك.


نعم نجتمع هنا .. وسط هذا الجمع الكريم، لنحتفي معاً بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، ولسنا هنا لِنحصي الأعوام ، إنما لِنقرأ في مراياها ومضامينها معنى الوطن ونستعيد صهيل البداية يوم الرابع والعشرين من أغسطس حين مد الشهيد القائد، الزعيم المؤسس، علي عبدالله صالح، يده إلى جراح الأرض .. فجعل من الدم النازف شجرةً باسقة، ومن الانقسام الغائر وطناً يتسع للجميع .. في لحظة تاريخية مفصلية تشبه ميلاد قيامة سيدنا آدم، حين علمه الخالق الأسماء كلها .. وحين تفتَّق فجر الهداية من سفينة نوح بعد الطوفان .. وحين انسكبت دموع يوسف على قميصه المسافر إلى يعقوب، فأشرقت بصائر الأجيال، كما أشرقت الوحدة اليمنية المباركة كأحد أهم إنجازات المؤتمر الشعبي العام.


الحضور الكريم ...


لقد كان الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح – رحمه الله – مهندس ذلك الميلاد .. الفارس الذي قبض على جمرة الحلم وسط ليلٍ حالك، وأوقد بها مشعل الوطن .. بجمع المتفرقين، وأطفأ نيران الانقلابات، وأغلق أبواب التشرذم، وأطلق اليمن نحو عهدٍ جديد حين جمع الشطرين وألبس الوطن ثوب الوحدة مع رفاقه المناضلين من شرفاء الوطن وفي مقدمتهم الحزب الاشتراكي.


تلك الوحدة التي تحققت كإنجازٍ عظيمٍ خالد، وارتفع علم الجمهورية خفاقاً على عرشها.. ثم جاءت الديمقراطية، وصارت صناديق الاقتراع آيات يتلوها الشعب، وكان اليمن محل تقدير العالم .. حتى أصبح الشهيد علي عبدالله صالح نبراساً في قلوب أبناء شعبه .


إن التاريخ _أيها الإخوة والأخوات _ لا يخطئ في فرز رجاله: وفي صفحة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ما يعجز البيان عن احصائه، وقد سجل تاريخاً ناصع البياض لا يستطيع جاهلاً أو متجاهلاً إنكاره، كما أنه لا يقبل الجحود والنكران لأنه راسخ في ضمير الشعب اليمني ووجدانه وفي ذاكرة الأجيال.


كما يخطئ من ظن أن الرابع والعشرين من أغسطس مجرد تاريخاً نحتفل به فحسب، لا بل إنهُ تاريخ ٌ سيخلد للأجيال او يطمسه أحد ولن ينال من عظمته، وقد تجمع من خلاله الشتات، وانطفأت فيه نار التأمرات، واجتمع اليمن حول ميثاقٍ وطني كتب بدماء التضحيات بدلاً من الحبر، وأنجز المؤتمر من خلال حكوماته المتعاقبة المهام الوطنية الكبرى والإنجازات العملاقة .. ومنذ ذلك اليوم الأغر وأبناء شعبنا العظيم فخراً يهتفون باسم الجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة والبناء والتنمية.


نعم .. كان المؤتمر - وما يزال - ربان سفينةٍ عصية على الغرق.. وقِبلةً جامعةً في زمن التيه، وإطاراً تمازجت فيه التيارات، فانصهرت الأصوات في ميثاق وطنيٍّ وضاء استظل تحت ظلاله الوارف اصحاب الآراء المتباينة والأفكار المختلفة، وجلس على طاولاته الجميع، ووجد فيه الوطن صورةً وطنية خالصة للجميع.


وفي زمن المؤتمر زمن التعددية السياسية وحرية الرأي، لا يستطيع أحداً أن ينكر أنه منذ لحظات تأسيسه يحترم الحقوق والممارسات ويكفل الحريات، ففي طيلة فترة حكمه لم يكن في السجون والمعتقلات سجين سياسي واحد، ولم تُكمم فيه أفواه، ولم يُقْصَ فيه صوت.. وكان الوطن أرحب من أن يضيق بمعارض أو مختلف .. هذه شهادة التاريخ، وشهادة الشعب، لا ينكرها إلا من جحد ضوء الشمس في وضح النهار ..


ففي عهده شُقت الطرق، وبُنيت الجامعات، وانتشر التعليم واقتحمت الكهرباء المدينة والريف على السواء وامتدت أنابيب المياه على طول الوطن وعرضه وفي المقام الأول كان بناء الإنسان هو الهم الاكبر وهو مانفخر به اليوم.


الاخوة والاخوات..

وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر لكل المؤتمريين الصامدين الصابرين.. الذين واجهوا السهام كأنها زخات مطر، وثبتوا في وجه الظلم كجبالٍ الراسخ.. الذين صبروا حتى صار الصبرُ سيفاً، وعزموا حتى بدأ العزم معجزاً لا ينطفئ.


ولسنا اليوم في مقام البكاء، لان البكاء لا يشيد أوطاناً ولا يقيم سدوداً في وجه الطوفان، ولا يرد عن الثورة نيازك الليل .. نحن في مقام القيامة، قيامة الصف الجمهوري.. قيامة الوحدة التي ولدت من طين هذه الأرض.


إنها لحظة تاريخية أن نطوي دفاتر الخصام، وأن نكسر أقفال الماضي كما تُكسر أوثان المعابد القديمة.. لنمضي صفاً واحداً في وجه المشروع الإمامي الطاغي، المتدثر بعناكب الكهنوت ورُكام الجهل.. المشروع الذي يجر خلفه ظلال القرون، ويزعم أن مفاتيح الغد قد سقطت من السماء إلى جيوب الإمامة، حيث ما كانت.


وإننا مدعوون اليوم أن نرص الصفوف كما تُرص الكواكب في مداراتها، وأن نعيد لملمة شتاتنا كما يجمع الفجر فتات الليل المتناثر على أرصفة النجوم.


مدعوون إلى أن نعيد للميثاق الوطني روحه.. وأن نعيد المؤتمر الى الواجهة : حزب الشعب.. الخارج من رحم الأرض، من صلصال القرى، من لهاث المزارعين، من صلوات الأمهات، من دماء الشهداء التي صبغت جدران الحرية.


يا أعضاء المؤتمر وانصاره ...


ندرك أننا نواجه امتحاناً عسيراً.. وأن الانقسام الذي أصابنا جرحٌ نازف في الجسد الكبير.. غير أن الجراح ليست نهاية الطريق، فقد تكون بداية حياةٍ أشد صلابةً وأكثر إشراقاً.. فدعونا لا نغرق في ظلال الفراغ، ولا ننجرف مع تيارات الليل.. فالوحدة التنظيمية نجمنا الثابت.. بدونها تصبح الكلمات صدى في كهوف العدم..


لذا فإننا ندعو جميع قيادات المؤتمر في الداخل والخارج إلى تجاوز الصغائر، وتغليب مصلحة الوطن على الأهواء، ليعملوا بروح المجرة الواحدة، ليجدوا مفتاح العقد المستعصية التي تلتوي في قيادة المؤتمر.. فلا تتحول إلى وحي لنهايته ولا تمحو ما تبقى من نجوم الأمل في سماء المؤتمر.


علينا ألا نكابر وندعي أن المؤتمر بكامل عافيته، ولا أن أحدنا يملك الحقيقة وحده… فالحقيقة نجمٌ مشترك بين الجميع، إذا آمنا بحتمية وجود المؤتمر، وسلامة نهجه، وقدرته على بعث الروح في الوطن، واتباع وصايا الزعيم علي عبدالله صالح ، ورفيقه الأمين عارف الزوكا رحمهم الله .. فلتكن كلمتنا واحدة، لأن الانقسام هو السبيل الأسهل لخصومة الظلال الحوثية.


نقول للصامدين في الداخل القابضين على جمر الوطن: تحية إجلال وإكبار، وأنتم تواجهون زوابع الليل وأعاصير الظلام .. ونقول لمن في الخارج: رغم قساوة الفراغ ومدى بعدكم، فأنتم قادرون على إعادة مجرة الوحدة، وجمع السديم المشتت، وإحياء اللحمة بين النجوم… فالانقسام هو هدية مجانية للمليشيات الحوثية، وهم المستفيدون من هذا الغياب.


وإني هنا ومن هذا المنبر _ في هذه المدينة التي ترعرع فيها القائد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح.. والتي تمسكت بمبادئ الجمهورية وقدمت خيرة شبابها في سبيل الحفاظ على مكتسبات ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، وأقسمت على رفض العبودية أو الإمامة_ لأدعوكم جميعاً أن نضع أيدينا مع القيادات الوطنية في مختلف القوى السياسية .. لنخلص اليمن من قبضة الحوثيين، وعبثهم بالسلطة والتاريخ والمكاسب الوطنية.. وأن ننسى الماضي وخصوماته وتبايناته، فقد حلت بالوطن مصيبةٌ أشد.. ولا يبقى أي مبرر لهذا الخلاف المستمر، فلا نُكثِر من الاختلاف، ولا تتنازعوا فتفشلوا.


الإخوة والأخوات ...


أحمل إليكم تحياتٍ خالصةً صادقة من أحد رجال المؤتمر، الرئيس الشجاع الدكتور رشاد العليمي، الذي حرص على متابعة إتمام هذه الفعالية في هذه المحافظة، لأن تعز اليوم تميّزت بهذا العمل المؤتمري ، بعد ان حرمت المحافظات الاخرى من اي عمل مؤتمري.


وكان للأخ رئيس مجلس القيادة دور فاعل في احياء هذه المناسبة، وهو سعيدٌ بوجودكم، وبتجمّعكم، وبهذا الحضور الجماهيري المشرّف لتعز، ويُشرّف الدكتور رشاد العليمي، ويُشرّف كل المنتمين إلى المؤتمر.


وختاماً...

علينا أن نرثي الشهداء بالتمسك بمبادئهم، ونستعيد الوطن بِعزم الخيل في ميلاده الأول عام 1982 .. ونكتب على جبين التاريخ أن المؤتمر الشعبي العام لم يمت ولن يمت، لأنه وببساطة: وُلد من رحم الأرض وانتمى إليها.. وسيبقى ما بقيت عزائم الرجال، وإرادة الشرفاء.


واعلموا أن للوطن موعداً مع النصر لن يخلفه، ما دام المؤتمر نبض في صدره، وما دامت كل القوى الوطنية صفاً واحداً في وجه الظلم وأعداء الحرية.. فمن صهيل الخيل تُستعاد ذاكرة الملاحم.. ومن على سرجه يولد الفرسان ..


قال الله تعالى ..


ومن المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.


الرحمة للشهداء ..

والشفاء للجرحى ..


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...