وجّه أهالي ومشايخ وادي شعب في مديرية طور الباحة، محافظة لحج، مناشدة عاجلة إلى محافظ المحافظة ومدير عام المديرية، وإلى كافة مكاتب السلطة المحلية والمنظمات العاملة، لوضع حد لمعاناتهم المزمنة جراء ما وصفوه بـ"التهميش والحرمان من أبسط الحقوق والمساعدات المخصصة للمديرية".
وأكد الأهالي في رسالة مفتوحة أن وادي شعب، المكوّن من ثلاثة مراكز انتخابية (شعب الأعلى – شعب الأوسط – شعب الأسفل)، لا يزال يعاني من آثار النكبات التي لحقت به منذ اجتياح مليشيات الحوثي لمرتفعاته، وما تبع ذلك من نزوح وتشريد لعشرات الأسر، إضافة إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها شبابه دفاعاً عن المديرية، حيث سقط أكثر من 25 شهيداً وجريحاً.
وأضافت الرسالة أن "أبناء الوادي فقدوا مصادر رزقهم بعد بيع مواشيهم وأراضيهم بأبخس الأثمان لتأمين قوت يومهم وإيجارات مساكنهم، فيما لا تزال أراضيهم الزراعية مهملة منذ ثمانية أعوام بسبب السيول وانقطاع الموارد المائية وتدمير الخزانات والآبار".
اتهامات بالتهميش ونهب الموارد
وطالب الأهالي بالكشف عن مصير الدعم والمساعدات التي تصل إلى المديرية عبر المنظمات الدولية، مشيرين إلى أن وادي شعب ظل مستبعداً من معظم برامجها، رغم إعلان منطقته "منكوبة" عبر وسائل الإعلام.
كما عبّروا عن استيائهم من "مصادرة بئرين تابعين للوادي وتحويل مياههما لصالح مناطق أخرى في مركز المديرية، وحرمان سكان الوادي من أبسط حقوقهم في شربة ماء".
مطالب عاجلة
وأكدت المناشدة أن أهالي الوادي لا يطالبون بالمستحيل، وإنما بخدمات بسيطة من صميم واجبات السلطة، أبرزها:
متابعة وزارة الزراعة لتوفير جرافات لإعادة مجاري السيول إلى مساراتها الطبيعية وحماية الأراضي المهددة.
دعم المزارعين بمعدات زراعية بسيطة (معاول، مناشير، جرابات، طرابيل وغيرها) أسوة بمناطق أخرى.
إنصاف المتضررين من أضرار السيول الأخيرة التي جرفت ما تبقى من أراضيهم الزراعية.
خيبة أمل
وأشار الأهالي إلى أن وزير الزراعة كان قد وجّه باستصلاح ما دمرته السيول في وادي شعب، غير أن تلك التوجيهات – بحسب قولهم – جرى تحويلها إلى وزارة الأشغال لتقتصر على مسح الطرقات فقط، دون أي تدخل لإنقاذ الأراضي الزراعية أو إعادة مجاري السيول، مما ضاعف من معاناتهم.
رسالة ختامية
وفي ختام رسالتهم، وجّه أبناء وادي شعب نصيحة إلى المسؤولين المحليين بضرورة استشعار الأمانة والمسؤولية أمام الله والشعب، مؤكدين أن "الكرسي زائل، ولا يبقى إلا العمل الصادق الذي يرفع صاحبه أو يضعه في أسفل الهرم".
