/ اشرف عادل عثمان الخليفي
عندما نتحدث عن الأبطال الذين صنعوا المجد للجنوب، لا يمكن أن نتجاوز اسم العقيد عبدالسلام الصبيحي ذلك القائد الذي جسد معنى الشجاعة والتضحية والوفاء للقضية الجنوبية في أنقى صورها ، في مثل هذا اليوم 24 سبتمبر 2016م ارتقى القائد عبدالسلام رشيد الصبيحي شهيداً في جبهة كرش وهو يتقدم الصفوف كعادته ثابتاً في وجه المليشيات الحوثية الغازية مقبلاً غير مدبر مدافعاً عن الأرض والعرض والدين لقد اختار أن يموت واقفاً شامخاً ليبقى رمزاً خالداً في وجدان شعبه.
عبدالسلام لم يكن مجرد قائد كتيبة بل كان روح المقاومة الجنوبية
حين هبّت المليشيات على محافظتي عدن ولحج في 2015م لم يكون يبحث عن منصب أو جاه ولم يختبئ خلف المكاتب بل حمل بندقيته وجمع الرجال من الصبيحة ومختلف مناطق الجنوب، وقام في إعادة تشكيل السرايا والكتائب ونظّمهم ودرّبهم ليتقدموا خطوط النار .
في جعولة خاض معركه مع الحوثيين قاتل حتى أصيب برصاصة قناص في ركبته لكن الجراح لم توقفه حين عاد إلى الميدان بعكاز وجبس يلف ساقه ويقود القتال بشراسة وبذلك ضرب أروع الأمثلة في الصمود ، كما هو الحال في معركة العند كان في مقدمة محرري القاعدة ومؤسساً لحصن دفاعي يحمي عدن والجنوب.
مواقفه مع القضية الجنوبية كانت صلبة كالصخر لم يساوم ولم يتراجع ولم يهادن كان يؤمن أن الجنوب وطن يستحق أن يُضحي من أجله بالروح والدم وأن الشهداء هم من يكتبون التاريخ الحقيقي ،اليوم وبعد تسع سنوات من رحيله نقولها بصوت عالٍي
القائد عبدالسلام لم يمت بل بات في ذاكرة كل جنوبي حر ، ولم يرحل بل صار علماً يرفرف فوق رؤوسنا ، ولم يخسر المعركة بل ربح الخلود في قلوب الأحرار.
إن الوفاء لدماء الشهداء يُفرض علينا أن نواصل الدرب وأن نقف صفاً واحداً خلف قضيتنا الجنوبية حتى تتحقق أهدافها كاملة كما يفرض على الدولة ووزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة أن تقوم بواجبها و أن تخلّد ذكرى هذا القائد وأن تكفل أسرته ونجله الوحيد بما يليق بتضحياته ، فالمجد والخلود للشهيد البطل العقيد عبدالسلام رشيد هزاع الصبيحي والخزي والعار للمليشيا الغازية وأذنابها ، وسيظل الجنوب مديناً لك ولكل الشهداء الذين صنعوا بدمائهم طريق الحرية.