أوضح خبير اقتصادي أن من سيطروا على العاصمة المؤقتة عدن تسببوا في خروج مليارات الدولارات إلى خارج اليمن، فيما كانت المدينة تستطيع أن تحولها إلى رافعة قوية للتنمية وتستثمرها بطريقة ناجحة وسليمة.
وتساءل الخبير الاقتصادي وحيد الفودعي عن تضييع فرص استثمارية كانت عدن تستطيع أن تغتنمها بتوفير بيئة آمنة لرجال الأعمال، الذين غادروا من صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، ولأسرهم ومشروعاتهم وأن تحتضنهم.
وقال الفودعي: " منشور اقتصادي تنموي – غير سياسي.. ماذا لو تمكّنت عدن من استيعاب استثمارات رجال الأعمال الذين اضطروا إلى مغادرة صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، عبر توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم ولعوائلهم ولمشروعاتهم؟".
وأضاف الفودعي بالقول: "لقد خرجت من اليمن مليارات الدولارات كرؤوس أموال وطنية مهاجرة، كان بالإمكان أن تتحوّل إلى رافعة قوية للتنمية لو تم احتضانها وتنظيمها وتوفير الضمانات الأمنية والقانونية لها؛ فلو جرى ذلك منذ البداية، لكانت عدن اليوم – ومعها المحافظات المحررة الأخرى – في وضع اقتصادي أفضل بكثير، وربما أصبحت من المدن العربية المنافسة اقتصاديًا واستثماريًا".
وأردف قائلاً: "لكنّ العكس هو ما حدث؛ إذ تمّ تفويت الفرصة، وتحوّل غياب الاحتواء إلى حالة من الشحن والتوتّر ولّد شعورًا بالغبن والكره بين أبناء الوطن الواحد من دون مبرر".
وتابع الفودعي بالقول: "وليس الأمر مقتصرًا على أبناء الشمال وحدهم، فحتى عدد من المستثمرين الجنوبيين فضّلوا توجيه أموالهم إلى الخارج بدلًا من استثمارها في الداخل، نتيجة ضعف الثقة بالمناخ الاستثماري المحلي وغياب الضمانات والاستقرار؛ وهكذا خسر الوطن فرصًا تنموية مزدوجة، شمالية وجنوبية، كان يمكن أن تشكّل معًا نواةً لنهضة اقتصادية شاملة تعيد لليمن مكانته الطبيعية بين اقتصادات المنطقة.