في مشهدٍ يختصر وجع الوطن ومعاناة أبنائه، تتواصل موجة الهجرة المتزايدة للكفاءات اليمنية إلى الخارج، بحثًا عن الأمان والفرص الضائعة في وطنٍ أثقلته الحروب والانقسامات. ومن العاصمة المصرية القاهرة، يرصد الصحفي فتحي بن لزرق جانبًا من هذا النزيف الإنساني المؤلم، حيث تحوّلت مكاتب السفر إلى محطات وداعٍ للعقول اليمنية التي تغادر تباعًا نحو المجهول.
وقال بن لزرق إنه خلال تواجده في العاصمة المصرية القاهرة لإنجاز معاملة سفر، شاهد في مكاتب المعاملات أعدادًا كبيرة من اليمنيين، غالبيتهم من الأطباء والمهندسين وأصحاب التخصصات العلمية الرفيعة. وأضاف أن المشهد مؤلم حين ترى ملفات تحمل شهادات من أرقى الجامعات وخبرات طويلة لأناسٍ أجبرتهم الظروف على الرحيل.
وأشار إلى أن البلاد التي استبدلت "قلم الرصاص بالرصاص القاتل، والشهادات بسندات الجبايات"، لم تترك لأبنائها سوى خيار الهجرة، بعدما ضاق الأمل وتلاشى الأفق أمام العقول الطموحة.
وأوضح أن مقاهي القاهرة أصبحت تجمعات يمنيّة تنزف ذكريات موجعة عن الوطن، وأن هؤلاء المغتربين الجدد يغادرون في طريقٍ بلا عودة، تاركين خلفهم فراغًا كبيرًا في وطنٍ تتآكله الفوضى.
وختم بن لزرق مقاله بعبارةٍ تختصر المشهد بكل مرارته:
> "مؤسف.. لكن لعلّ وعسى من عودة قريبة لهم."
