وصل إلى مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة، الوكيل الأول لمحافظة ذمار الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة، يرافقه عدد من مشايخ ووجهاء محافظة ذمار قادمين من محافظة مأرب، في زيارة تفقدية تهدف إلى متابعة مستجدات قضية مقتل الطفل همام مهيب الجرادي (10 أعوام)، وإصابة ثلاثة من أفراد أسرته، في حادثة مؤسفة شهدتها المدينة أواخر سبتمبر الماضي.
وضم الوفد عددًا من مشايخ ووجهاء مديريات ذمار، إلى جانب شخصيات اجتماعية من قبيلتي مراد وخولان، حيث عقدوا لقاءات مع قيادات عسكرية وأمنية في محافظة المهرة، لمناقشة تطورات القضية ومتابعة الإجراءات المتخذة لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة.
كما زار الوفد مخيم الاعتصام القبلي الذي أقامه أهالي الشهيد الجرادي وأبناء محافظة ذمار وعدد من المناصرين للقضية في مدينة الغيضة، واستمعوا من القائمين على المخيم وأسرة الشهيد إلى شرح مفصل حول مجريات التحقيقات ومطالبهم بتسريع الإجراءات القانونية.
وأكد الوكيل معوضة خلال الزيارة أن قيادة محافظة ذمار تتابع باهتمام كبير تطورات القضية، مثمنًا توجيهات محافظ المهرة محمد علي ياسر بإجراء تحقيق شامل وضمان محاسبة المتورطين. وشدد على أن الحادثة عمل فردي لا يمثل أبناء المهرة الذين عُرفوا بأخلاقهم العالية وتسامحهم وتعايشهم مع الجميع.
وقدّم الوكيل معوضة خالص التعازي والمواساة إلى أسرة الطفل الشهيد، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا أن الجريمة تمس مشاعر كل اليمنيين، وأنها أصبحت قضية رأي عام وإنسانية قبل أن تكون جنائية.
وأشار معوضة إلى أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التواصل بين محافظتي ذمار والمهرة، وتجسيدًا لحرص قيادة ذمار على الوقوف إلى جانب أسرة الضحايا، مؤكدًا أن السلطة المحلية والقبائل في المهرة ترفض مثل هذه الأفعال الدخيلة على قيمها وأعرافها.
وقال الوكيل معوضة: "سنواصل خلال الأيام القادمة لقاءاتنا مع قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية في المهرة، وسنعقد لقاءً موسعًا مع مشايخ وقبائل المحافظة الذين لا يرضون بمثل هذه الأفعال الخارجة عن تقاليدهم النبيلة."
وأشاد الوكيل الأول بدور قيادة وقبائل المهرة، مؤكدًا أنهم يمثلون نموذجًا للتعايش والسلم المجتمعي، ويجسدون قيم الأصالة والوفاء والشهامة التي تميز أبناء المحافظة.
من جهتهم، عبّر القائمون على مخيم الاعتصام عن تقديرهم لوفد محافظة ذمار على موقفهم الداعم، داعين السلطة المحلية وقبائل المهرة إلى مواصلة الجهود لتسليم الجناة للعدالة، مؤكدين أن الجريمة نكراء تتنافى مع القيم والشرائع والأعراف القبلية، وأنها لا تمثل قبائل المهرة عامة ولا قبيلة آل السليمي الكريمة على وجه الخصوص.