شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية سجالاً سياسياً محتدماً بين الناشطين السياسيين أحمد الربيزي وأنيس الشريك، بعد تباين حاد في مواقفهما حول واقع "الجنوب" وطبيعة السلطة القائمة فيه، وما إذا كانت تمارس الحكم فعلاً أم تكتفي بتسويقه كإنجاز إعلامي.
الناشط أحمد الربيزي قال في منشوره إن “الجنوب منفصل كأمر واقع، والجنوبيين يحكمون أرضهم، بينما الشمال منفصل أيضاً ويحكمه الحوثي ومن المستحيل انتزاعه منهم”. وأضاف أن “الرئيس هادي كان يوضع في قمة السلطة كواجهة، فيما كان علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح هما الحاكمين الفعليين، واليوم يتكرر المشهد مع رشاد العليمي، فالجميع يعرف من هو الحاكم الحقيقي للجنوب”. وختم منشوره بتساؤل لاذع: “فأين الوهم وأين الحقيقة يا جحملي؟”
لكن الناشط أنيس الشريك ردّ على ذلك بوصفه بـ“دولة الوهم”، قائلاً إن من يصفون أنفسهم بأنهم “يحكمون الجنوب” يظهرون بمظهر القوة فقط عند الحديث عن السيطرة على الأرض، لكنهم يتراجعون عندما يُطالبهم الناس بالخدمات والكهرباء وصرف الرواتب، ليعترفوا بأن القرار ليس بأيديهم.
وأضاف الشريك: “اليوم يسخرون من الرئيس هادي بأنه كان رئيساً شكلياً، بينما الحاكم الحقيقي كان علي محسن الأحمر، لكنهم يمارسون الدور ذاته تماماً. فهل يسيطر المجلس الانتقالي فعلياً على مؤسسات الدولة أم على السجون والجبايات والأراضي المنهوبة؟”، مضيفاً أن “الجنوب الذي لا يستطيع تأمين رواتب موظفيه ولا خدمات شعبه لا يمكن أن يوصف بأنه دولة حقيقية”.
السجال بين الربيزي والشريك أثار موجة واسعة من التفاعل في الأوساط السياسية والإعلامية، إذ اعتبره مراقبون تجسيداً للخلاف العميق بين التيارات الجنوبية حول معنى “السيطرة” وحدود “القرار”، في ظل واقع معقد تتداخل فيه السلطة الفعلية بالمصالح والمناطق والنفوذ.
غرفة الأخبار / عدن الغد