آخر تحديث :الأربعاء-05 نوفمبر 2025-03:32م
أخبار وتقارير

المسلم زهران ممداني.. من عامل دليفري إلى عمدة نيويورك ذات الغالبية اليهودية

الأربعاء - 05 نوفمبر 2025 - 01:00 م بتوقيت عدن
المسلم زهران ممداني.. من عامل دليفري إلى عمدة نيويورك ذات الغالبية اليهودية
عدن الغد/ خاص

لم يكن فوز الديمقراطي المسلم زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك حدثاً عادياً في المشهد السياسي الأمريكي، بل يمثل تحوّلاً ثقافياً وسياسياً عميقاً يعكس صعود جيل جديد من المهاجرين وأبناء الأقليات إلى مواقع صنع القرار في واحدة من أهم مدن العالم.


ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، وُلد في أوغندا ونشأ في أسرة فكرية بارزة؛ فوالده المفكر محمود ممداني يعد من أبرز العقول النقدية في قضايا الاستعمار والهويات، بينما والدته المخرجة ميريام سفاري لها أعمال وثائقية وصلت إلى الترشيحات العالمية، وهو ما منح زهران مزيجاً من الحس السياسي والفني منذ صغره.


قبل دخوله عالم السياسة، عمل سائق توصيل طلبات على دراجة هوائية في شوارع نيويورك، حيث احتكّ بالطبقات المهمشة والمهاجرين والعمال، مما شكّل لديه وعياً اجتماعياً حقيقياً انعكس في خطابه الانتخابي القريب من الناس. كما كان من أبرز المشاركين في حملات إلغاء ديون الدول الفقيرة، ما يعكس اهتمامه بالقضايا الإنسانية العابرة للحدود.


رغم حداثة تجربته في الحياة الأمريكية – إذ نال جنسيتها قبل سبع سنوات فقط – تميز ممداني بجرأة غير معهودة، فكان من أوائل السياسيين الذين استخدموا عبارة "من النهر إلى البحر" دعماً للحقوق الفلسطينية، متحدياً محاولات تجريمها.


اللافت أن حملته الانتخابية اعتمدت بالكامل على تبرعات صغيرة من المواطنين دون دعم من جماعات الضغط أو اللوبيات الكبرى، ومع ذلك حظي بتأييد فئات يهودية تقدمية تنتقد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ما شكّل مفارقة سياسية غير مسبوقة في نيويورك.


ويرى مراقبون أن فوز ممداني ليس مجرد انتصار انتخابي، بل تحول ثقافي وفكري داخل المجتمع الأمريكي، يعكس تنامي حضور الجيل الجديد من المهاجرين المسلمين والعرب في المشهد العام، وقدرتهم على إحداث اختراق سياسي مؤثر حتى في "مدينة المال والأعمال".


زهران ممداني.. الصهر الجديد لعاصمة العالم، يكتب اليوم فصلاً جديداً في قصة التنوع الأمريكي، ويثبت أن الإصرار والمعرفة يمكن أن يصنعا طريقاً من "دراجة الدليفري" إلى مقعد "عمدة نيويورك".