آخر تحديث :الخميس-06 نوفمبر 2025-04:33م
رياضة

غداً الجمعة..سرار يافع تستعد لإحياء أربعينية الوفاء لفقيد الرياضة الجنوبية الكابتن نصر زيدان

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - 02:53 م بتوقيت عدن
غداً الجمعة..سرار يافع تستعد لإحياء أربعينية الوفاء لفقيد الرياضة الجنوبية الكابتن نصر زيدان
سرار (عدن الغد) صالح البخيتي

تستعد مديرية سرار يافع بمحافظة أبين عصر غدٍ الجمعة لإحياء أربعينية الوفاء لفقيد الحركة الرياضية الجنوبية رئيس نادي شباب سرار الرياضي الكابتن نصر سعيد عاطف زيدان (رحمه الله) في فعالية رياضية جماهيرية تنظمها إدارة نادي شباب سرار، برعاية كريمة من الشيخ منير عاطف الكلدي (أبو عبدالرحمن)، وتحت إشراف رسمي من إدارة النادي وأسرة الفقيد.


وتتضمن الفعالية إقامة لقاء كروي ودي يجمع بين ناديي شباب سرار الرياضي ونادي يافع رُصُد على ملعب الأهلي سرار – العُلاة، وسط توقعات بحضور جماهيري واسع من عشاق كرة القدم ومحبي الفقيد من مختلف مناطق يافع ومحافظات الجنوب.


ودعت إدارة النادي وأسرة الفقيد الكابتن نصر زيدان جميع الأصدقاء والزملاء والمحبين للفقيد، إلى جانب الرياضيين والجماهير من عموم مديريات يافع ومحافظات الجنوب، إلى المشاركة الفاعلة في هذه الفعالية التي تأتي تخليداً ووفاءً لروح الفقيد وتقديراً لمسيرته الزاخرة بالعطاء الرياضي والاجتماعي والثقافي.


وأكدت اللجنة المنظمة أن هذه الأربعينية تمثل رسالة وفاءٍ وعرفانٍ لواحد من أبرز الرموز الرياضية في المنطقة، حيث ترك الفقيد بصمة واضحة في مسيرة النادي والحركة الرياضية في يافع وسرار أبين، مشيرة إلى أن مسيرة نصر زيدان كانت حافلة بالإنجازات والقيادة الحكيمة والعطاء المتواصل لخدمة الشباب والمجتمع اليكم تفاصيل جزء منها.


القائد والرمز الخالد .. السيرة الذاتية لفقيد الحركة الرياضية رئيس نادي شباب سرار الرياضي الكابتن نصر سعيد عاطف زيدان


1. الميلاد والنشأة والتكوين الاسري


وُلد الكابتن نصر سعيد عاطف زيدان في 5 فبراير 1962م بمنطقة المسوح في مديرية سرار، يافع - محافظة أبين. نشأ في بيئة قبلية محافظة ذات جذور عريقة، مشبعة بالقيم الدينية والاجتماعية الراسخة، حيث كانت أسرته هي المدرسة الأولى التي غرست فيه بعمق مبادئ الانضباط الشخصي، والاحترام المتبادل، وروح حب الجماعة، والالتزام بالهوية الوطنية والدينية. تميزت طفولته المبكرة بنشاط وحيوية استثنائيين، إذ أظهر منذ الصغر ميولاً واضحة نحو العمل المشترك والمشاركة الفاعلة في الأنشطة المدرسية والرياضات الشعبية، والمسابقات الثقافية والفعاليات والمهرجانات المحلية المقامة في إطار المديرية والمناطق المجاورة. هذه المشاركة الدائمة لم تكن مجرد هواية، بل كانت عملية بناء ساهمت في تطوير مهارات القيادة والتنظيم لديه، وأكسبته احترام المجتمع وثقة أفراده في سن مبكرة جداً. ينتمي الفقيد إلى عائلة يافعية مرموقة عُرفت بالالتزام التعليمي ومكارم الشهامة الأصيلة. وقد كان والده اطال الله في عمره شخصية لها ثقلها بالمجتمع غرس فيه القيم الأخلاقية النبيلة، كالصبر والكرم والحرص المطلق على المصلحة العامة، بينما تعلم من والدته الصبر والرعاية وتقدير قيمة الأسرة والمجتمع كوحدة متكاملة. هذه المبادئ انعكست لاحقاً وبشكل عملي في اهتمامه المتواصل بالشباب والعمل المجتمعي والتطوعي.


2. الحياة الأسرية والتربوية


كان الفقيد مؤمناً بأن الأسرة هي النواة الصلبة لأي نجاح مجتمعي، وأن التربية السليمة هي أساس الإنجاز الحقيقي. وقد تجسد هذا الإيمان في حياته الأسرية؛ إذ تزوج في سن مبكرة، وأنجب اثني عشر ابناً (سبعة ذكور وخمس إناث). كان حريصاً أشد الحرص على تربيتهم على المبادئ الأخلاقية والروح الرياضية والمسؤولية الاجتماعية. لم يكن الأمر مجرد تربية تقليدية بل تشجيع مستمر ليكونوا نماذج يُحتذى بها في المنطقة يجمعون بين الالتزام بالمسؤولية المجتمعية، وحب الرياضة، والانخراط النشط في العمل الاجتماعي. وقد شارك بعض أبنائه فعلياً في أنشطة النادي وفي صفوف فرق شعبية بالمديرية مما عزز روح الانتماء والعمل الجماعي داخل النادي والمجتمع على حدٍ سواء، مكملاً بذلك رسالة والدهم التربوية.


3. المسار التعليمي والخدمة العسكرية الميدانية


تلقى نصر زيدان تعليمه الأساسي (الإعدادية) في مدارس مديرية سرار، وكان فيها طالباً متميزاً بالنشاط والالتزام، ومشاركاً بارزاً في الفرق الرياضية والمسرحية المدرسية. في منتصف الثمانينات، بدأ مسيرته في الخدمة العسكرية، حيث خدم كـ ضابط مدفعية ودبابات في لواء خرز. كانت خدمته العسكرية تتسم بالتنوع الميداني والجغرافي، إذ انتقل للعمل في مناطق حدودية حساسة مثل معسكر بئر أحمد والصولبان والبقع ومنفذ الخضراء المطل على الحدود السعودية (محافظة صعدة)، حيث أشرف على مهام تدريب الأفراد والضباط، واكتسب خبرة قيادية في ظروف ميدانية صعبة. توسعت خبرته لاحقاً بخدمته في جزيرتي حنيش وميون، مما أكسبه مهارات عالية في الإدارة الميدانية والتخطيط العسكري والاستراتيجي. وبقرار رسمي من وزارة الدفاع، تم ابتعاثه لمدة سنة كاملة إلى العراق لاكتساب خبرة تدريبية وعسكرية إضافية، الأمر الذي عزز بشكل كبير قدراته في القيادة والتخطيط التكتيكي والتعامل مع وحدات كبيرة. لاحقاً، عمل في محافظات مختلفة شملت عدن، وصعدة، والحديدة، حيث كان له دور محوري في الإشراف على تأهيل وتدريب القوات العسكرية والضباط والأفراد، كما شارك بصفة رسمية في دورات تحكيم وتأهيل للقدرات الشبابية، مُدمجاً خبرته العسكرية بالرياضية والاجتماعية.


4. مسيرته الرياضية كلاعب وموجه إدارياً


بدأ الكابتن نصر مسيرته الرياضية كلاعب كرة قدم في نادي سرار الرياضي، حيث لعب دور المدافع الصلب، وكان رفيق درب الكابتن محسن أبوبكر الجازعي. شارك في مواجهات قوية في مختلف الملاعب المحلية بمحافظتي أبين ولحج، بما في ذلك مباريات ضد فرق عريقة مثل نادي ثمر لبعوس وفريق الصمود، بالإضافة إلى الفرق الأمنية بحكم عمله السابق. إلى جانب اللعب، كان له دور إرشادي وتدريبي فعال؛ إذ عمل كمدرب وإداريا للفرق الشعبية ومنها فريق الحرية والصامتي السراري حيث لم يقتصر تدريبه على المهارات الفنية، بل ركز على غرس قيم الانضباط والالتزام الرياضي والأخلاقي. كان الفقيد سفيراً رياضياً واجتماعياً لأندية يافع في الفعاليات المختلفة، وشارك في معظم الاجتماعات والبطولات التي نظمها مكتب الشباب بالمحافظة، مما أكسبه احتراماً واسعاً على مستوى المنطقة. تميز كلاعب بروح المنافسة العالية، والالتزام الصارم باللعب النظيف، والمشاركة الفعالة في الأنشطة الرياضية والفنية، مما أكسبه محبة المجتمع الرياضي والمدني في المديرية والمحافظة.


5. المسيرة الإدارية والقيادية في نادي شباب سرار



في عام 2001م، انطلقت مرحلة جديدة ومحورية في مسيرته بتوليه رئاسة نادي شباب سرار الرياضي والثقافي والاجتماعي. هذه الفترة شهدت مشروع تطوير شامل بدأه الفقيد، تضمن إعادة هيكلة شاملة للجان الإدارية والرياضية، وتطوير البرامج التدريبية لجميع الفئات العمرية بهدف بناء جيل رياضي جديد. كما أولى اهتماماً خاصاً لـ تعزيز الهوية الوطنية والانتماء من خلال الفعاليات الرياضية والثقافية. كان دوره بارزاً في تنظيم البطولات المحلية بنجاح كبير بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم. من أهم إنجازاته الإدارية في البنية التحتية للنادي هو مساهمته الفعالة في متابعة الوزارة لشراء وتأمين أرضية الملعب للنادي بوثيقة رسمية، وقد نال على إثرها خطاب شكر وتقدير لجهوده من مدير عام المديرية السابق الشيخ زيد السندي. كما أشرف على مشروع إعادة تأهيل الملعب وأرضيته تحت إشراف مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة. تجاوز دوره الإداري حدود النادي؛ إذ لعب دوراً هاماً كـ مُرشِد وسفير سلام للشباب والطلاب، وشكل حلقة وصل موثوقة بين النادي والمجتمع المحلي، وساهم في تدريب وتأهيل الفرق الشعبية وتنمية قدرات الشباب القيادية والرياضية.


6. أبرز الإنجازات والمشاركات والتقديرات


تتجسد قمة إنجازاته الإدارية والرياضية في قيادة نادي شباب سرار نحو تحقيق إنجاز تاريخي بـ تأهل النادي إلى دوري الدرجة الثانية للموسم 2021–2022. بالإضافة إلى هذا الإنجاز، سُجلت له مشاركات مهمة وفاعلة، منها: المشاركة في تصفيات الدرجة الثالثة لكرة القدم (2009/2010)، وبطولة المحافظة الفردية للشطرنج (2018)، وبطولة كأس رئيس الجمهورية للكرة الطائرة (2017)، والمشاركات المتعددة في دوري الشهيد الشيخ بالليل الرهوي (2019 و 2023)، وبطولة الذكرى الـ54 لثورة 14 أكتوبر (2021). على مستوى التقدير، حصل على بطاقة عضوية رسمية من الاتحاد العام لكرة القدم (2004) ، وشهادات تقديرية ودروع من جهات رياضية وإدارية عديدة في إطار المحافظة وخارجها، منها نادي حسان،والعين، والجيل الصاعد و اتحاد كرة القدم فرع عدن، واللجنة الأساسية والأمنية بالدائرة 12 – سرار، ومنظمة صناع النهضة، ودوري الشهيد راجح بن غالب لبوزة ردفان ، والعديد من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية المانحة لأنشطة الشباب والرياضة. لم تقتصر مشاركاته على الرياضة؛ بل امتدت لتشمل المشاركة في المراكز الصيفية والورش الشبابية لتعزيز الهوية الوطنية بعدن وصنعاء والمشاركة في معارض الكتاب والأنشطة الثقافية مثل معرض الكتاب السنوي الرابع بمحافظة عدن (2017)، مؤكداً بذلك البعد الثقافي والتربوي لرسالته.


7. الإسهامات المجتمعية والشخصية القيادية والإرث الخالد


لم يقتصر عمل الفقيد على الجانب الرياضي المحض، بل امتد ليكون ركيزة في المجال الاجتماعي والثقافي. فقد كان داعماً نشطاً للمبادرات الشبابية والاجتماعية والتربوية، واستمر في تدريب وتأهيل الفرق الشعبية، ممثلاً الاندماج الحقيقي بين الرياضة والثقافة والتعليم. لقد ساعد في صقل مهارات الشباب المختلفة، ونشر الرياضة كوسيلة فاعلة للتنشئة السليمة والالتزام والانضباط. عُرف الفقيد بشخصيته القيادية المتواضعة والودودة، واتسم بالخلق الرفيع وحب العمل الجماعي والشراكة، وكان يتمتع بـ رؤية تطويرية ثاقبة، مؤمناً بأن الرياضة ليست مجرد ألعاب، بل وسيلة قوية لبناء الإنسان والمجتمع. انتقل الكابتن نصر سعيد عاطف زيدان إلى رحمة الله تعالى في 26 سبتمبر 2025م بمستشفى الجمهورية بالعاصمة عدن، بعد صراع طويل مع المرض. لقد ترك خلفه إرثاً رياضياً وإنسانياً خالداً حيث ساهم بفعالية في تطوير جيل من الشباب الواعد، وعزز الانتماء الوطني، ورفع مستوى الرياضة والثقافة في المديرية والمحافظة. سيظل اسمه مرتبطاً بكل إنجاز رياضي أو ثقافي في سرار ويافع وأبين، كرمز للقيادة المخلصة والتفاني في خدمة المجتمع، وقائد استطاع أن يجعل الرياضة رسالة للسلام، والنادي بيئة تربوية آمنة للشباب.